التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: من قال عشرًا كان كمن أعتق رقبةً من ولد إسماعيل

          6404- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ): هذا هو _فيما يظهر_ المسنَديُّ؛ وذلك لأنَّ الحافظَ عَبْد الغَنيِّ في «الكمال» لم يذكر في الرواة عن أبي عامر العَقَديِّ مَن اسمُه عبدُ الله بن مُحَمَّد سوى المسنَديِّ، والذَّهَبيُّ لم يذكره في ترجمة عبد الملك أبي عامر، و(عَبْدُ المَلِكِ بْنُ عَمْرٍو): هو أبو عامرٍ العَقَديُّ، تَقَدَّمَ مترجمًا [خ¦9]، و(أَبُو إِسْحَاقَ): هو عَمرو بن عبد الله السَّبِيعيُّ، تَقَدَّمَ مِرارًا.
          قوله: (وَقَالَ مُوسَى: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ): هذا هو موسى بن إسماعيل التَّبُوذَكيُّ الحافظ، تَقَدَّمَ مترجمًا [خ¦63]، وهو شيخ البُخاريِّ، وقد تَقَدَّمَ أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ)، وفلانٌ المسندُ إليه القولُ شيخُه كهذا؛ فإنَّه كـ (حدَّثنا)، غير أنَّ الغالبَ أخذُهُ ذلك عنه في حال المذاكرة [خ¦142]، و(وُهَيْبٌ): تَقَدَّمَ أنَّه ابن خالد، و(دَاوُدُ): هو ابن أبي هند، و(عَامِرٌ): هو ابن شراحيل الشَّعْبيُّ، و(أَبُو أَيُّوبَ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه خالد بن زيد الأنصاريُّ، وتَقَدَّمَ مترجمًا [خ¦144]. /
          قوله: (وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ): هذا هو ابن أبي خالد، و(الشَّعْبِيُّ): تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا مرارًا أنَّه عامر ابن شَراحيل، و(الرَّبِيع): هو ابن خُثَيْم، وتعليقه أخرجه النَّسائيُّ في (الدَّعَوات) عن أحمد بن سليمان، عن يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد به.
          قوله: (قَوْلَهُ): (قولَهُ): مَنْصُوبٌ _أي: مِن قولِه_ بنزع الخافض، ومعنى هذا: أنَّه موقوفٌ عليه من كلامه، لا مرفوعًا من كلام النُّبُوَّة، وهذا ظاهِرٌ عند أهله، إلَّا أنَّه خفي عند غيرهم، والله أعلم.
          قوله: (وَقَالَ آدَمُ): هذا هو ابن أبي إياسٍ العسقلانيُّ شيخُ البُخاريِّ، وقد تَقَدَّمَ قريبًا وبعيدًا مرارًا أنَّ البُخاريَّ إذا قال: (قال فلانٌ)، وفلانٌ المسنَدُ إليه القولُ شيخُه كهذا؛ أنَّه كـ (حدَّثنا)، غير أنَّ الغالبَ أخذُهُ عنه في حال المذاكرة [خ¦142]، و(هِلَال بْن يَـِسَافٍ): قال ابن قُرقُول: (بكسر الياء يقوله المحدِّثون، قال أبو عبيد: ويُقال: إساف، قال غيره: هو كلام العرب، قال بعضهم: بفتح الياء؛ لأنَّه لم يأتِ في كلام العرب كلمةٌ أوَّلها ياءٌ مكسورةٌ إلَّا قولهم: يِسار)، انتهى، وقد جاءت (يِسار) لغةً في اليدِ وغيرِ ذلك، و(الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ): بضَمِّ الخاء المُعْجَمة، ثُمَّ مُثَلَّثَة مفتوحة، ثُمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، وهذا مَعْرُوفٌ، وليس له مشتَبِهٌ، إلَّا أنَّ بعض المغفَّلين يقوله: خيْثم؛ بتقديم المُثَنَّاة تحت الساكنة، ثُمَّ بالثاء المُثَلَّثَة، وهو تصحيفٌ.
          قوله: (قَوْلَهُ): تَقَدَّمَ أعلاه الكلامُ عليه؛ فانظره، وهو مَنْصُوبٌ.
          قوله: (وَقَالَ الأَعْمَشُ وَحُصَيْنٌ عَنْ هِلَالٍ، عَنِ الرَّبِيعِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَوْلَهُ): أمَّا (الأعمش)؛ فتقدَّم مِرارًا أنَّه سليمان بن مِهْرَان، وتعليقُه هذا أخرجه النَّسائيُّ عن حاجب بن سليمان، عن وكيع، عن الأعمش به، وأمَّا (حُصَين)؛ فقد تَقَدَّمَ أيضًا مرارًا أنَّ الأسماء بالضَّمِّ، والكُنى بالفتح [خ¦110]، وهذا حُصَين بن عبد الرَّحْمَن، وتعليقُه أخرجه النَّسائيُّ عن أحمد بن حرب، عن ابن فُضَيل، عن حُصَين به، و(هلال): هو ابن يَـِساف، و(الرَّبيع): ابن خُثَيْم، و(قولَهُ): تَقَدَّمَ أنَّه مَنْصُوبٌ أعلاه؛ أي: مِن قوله؛ يعني: أنَّه موقوفٌ عليه من كلامِه، لا مِن كلام النُّبُوَّة.
          قوله: (وَرَوَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الحَضْرَمِيُّ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ): (أبو مُحَمَّد الحضرميُّ) هذا: عَلَّقَ له البُخاريُّ كما ترى، وهو غلام أبي أيُّوب خالدِ بن زيد، يقال: هو أفلح، عن أبي أيُّوب، وعنه: أبو الورد [بن] ثمامة، قال الذَّهَبيُّ في «الميزان» في أبي مُحَمَّد الحضرميِّ: (لا يُعرَف)، ورقم عليه: (خت)؛ يعني: عَلَّقَ له البُخاريُّ، وقال في «التذهيب» في أفلح: (مولى أبي أيُّوب المدنيِّ، من سبي عين التمر، عن أبي أيُّوب _وكان يكون معه في مغازيه_ وعن زيد بن ثابت، وأبي سعيد، وعثمانَ، وغيرِهم، وعنه: ابن سيرين، وأبو الوليد عبدُ الله بن الحارث، وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد، وآخرون، وَثَّقَهُ أحمد العِجْليُّ، قُتِل بالحرَّة سنة ثلاث وستِّين، أخرج له مسلمٌ)، وما رواه أبو مُحَمَّد هذا لا أعلم أحدًا من أصحاب الكُتُب السِّتَّة أخرجه إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجْه شيخُنا ⌂.
          قال شيخُنا: (أبو مُحَمَّد هذا ذكره الحاكمُ وأبو عُمر وغيرُهما فيمَن لا يُعرَف اسمه، وقال أبو زُرعة: «لا أعلم أحدًا سمَّاه»، وهو غلام أبي أيُّوب، وزعم المِزِّيُّ أنَّ اسمه أفلح، وعلَّم عليه علامة: «م»، وفيه وقفةٌ؛ لأنَّ أفلحَ مولى أبي أيُّوب اسمُ أبيه كثيرٌ، وتُوُفِّيَ في الحرَّة، روى عنه جماعةٌ منهم(1) مُحَمَّد بن سيرين، وعن عثمان وغيرِه، ولم أرَ له كنية، وادَّعى أبو عمر _وعنه نقله في «الاستقصاء»_: أنَّه روى عن أبي أيُّوب حديثين؛ أحدهما: في أعلام النبوَّة، والثاني: أنَّ رجلًا قال خلف رسول الله صلعم: «الحمد لله حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا...»؛ وأهمل حديث الباب، وقال الدَّارَقُطْنيُّ: «لا يُعرَف أبو مُحَمَّد، في هذا الحديث فقط»)، انتهى لفظه.
          وقد رأيتُ في «ثقات ابن حِبَّانَ» في أفلح بن كثير، فقال: (مولى أبي أيُّوب الأنصاريِّ، من أهل المدينة، يروي عن عثمان بن عَفَّانَ، وأبي أيُّوب، وعبد الله بن سلَام، روى عنه: ابن سيرين، وأبو بكر بن مُحَمَّد بن عمرو بن حزم، قُتِل يوم الحرَّة سنة ثلاث وستِّين) انتهى، وذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» في أفلح بنحوِ ما ذكره ابن حِبَّانَ، غير أنَّه لم يؤرِّخ وفاته، ولم يذكر فيه تجريحًا ولا تعديلًا، وذكره في (الكنى)، فقال: (أبو مُحَمَّد الحضرميُّ، روى عن أبي أيُّوب الأنصاريِّ: أنَّ رجلًا قال خلف النَّبيِّ صلعم: «الحمد لله حمدًا...»؛ الحديث، روى عنه أبو الورد بن ثمامة، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعت أبا زرعة يقول: «أبو مُحَمَّد هذا لا أعلم أحدًا سمَّاه»)، انتهى.
          قوله: (وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي السَّفَرِ): تَقَدَّمَ أنَّه بفتح الفاء في (الكُنى)، قاله ابن الصلاح، قال: (ومِن المغاربة من سكَّن الفاء من «أبي السَّفر» سعيدِ بن يُحْمِد)، قال: (وذلك خلاف ما يقوله أصحاب الحديث، حكاه الدَّارَقُطْنيُّ عنهم)، وقد تَقَدَّمَ [خ¦175]، و(الشَّعْبِيُّ): عامر بن شَراحيل، و(الرَّبِيْعُ بْنُ خُثَيْمٍ): تَقَدَّمَ ضبط (خُثَيْم) أعلاه، و(ابْنُ أَبِي لَيْلَى): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عبد الرَّحْمَن الأنصاريُّ، عالم الكوفة، و(أَبُو أَيُّوبَ): تَقَدَّمَ أعلاه وقبله مرارًا أنَّه خالد بن زيد.
          قوله: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ...) إلى آخره: (إبراهيم) هذا: هو ابنُ يوسفَ بنِ إسحاقَ بنِ أبي إسحاقَ السَّبِيعيِّ عمرِو بن عبد الله، عن أبيه وجدِّه، وعنه: إسحاق بن منصور السلوليُّ، وشريح بن مسلمة، وجماعةٌ، قال عَبَّاس عن ابن معين: (ليس بشيء)، وقال النَّسائيُّ: (ليس بالقويِّ)، وقال الجَوْزَجَانيُّ: (ضعيف)، وقال أبو حاتم: (يُكتَب حديثه)، قيل: تُوُفِّيَ سنة ░198هـ▒، أخرج له البُخاريُّ، ومسلمٌ، وأبو داود، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسائيُّ، له ترجمة في «الميزان»، و(أبوه): يوسف بن إسحاق بن أبي إسحاق، عن جدِّه، وأبيه، والشَّعْبيِّ، وابن المنكدر، وغيرِهم، وعنه: ابنه إبراهيم، وابن عمِّه إسرائيل، وابن عمِّه عيسى بن يونس، وابن عُيَيْنَة سفيانُ، وغيرُهم، قال ابن عُيَيْنَة: (لم يكن في ولد أبي إسحاق أحفظُ منه)، وقال أبو حاتم: (يُكتَب حديثه)، وقال آخرُ: (قليلُ الحديث)، تُوُفِّيَ سنة ░157هـ▒، أخرج له الجماعة، وله ترجمةٌ في «الميزان» ذكر فيها أنَّه أُتِيَ من الراوي عنه، وإنَّما هو ثبتٌ حُجَّةٌ، والله أعلم، و(أبو إسحاق): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عَمرو بن عبد الله السَّبِيعيُّ، و(قَوْلَهُ): تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ أنَّه مَنْصُوبٌ بنزع الخافض؛ أي: مِن قولِه؛ يعني: أنَّه موقوف عليه، وليس مِن كلام النُّبُوَّة، وتعليقُ إبراهيمَ بنَ يوسفَ لم أرَه في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، ولم يخرِّجه شيخُنا ☼.
          تنبيهٌ: وقع في أصلنا الذي سمعنا منه على العِرَاقيِّ وفي بعض أصولنا الدِّمشقيَّة ما لفظه: (وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَوْلَهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم): كذا هو مُجوَّدٌ، ولا يتبيَّن لي وجهُه، بل هما متضادَّان، والصوابُ حذف: (عنِ النَّبيِّ صلعم)، ويكون الحديث موقوفًا من هذه الطريق، أو أنَّه يُحذَف (قولَه)، ويُثبَت: (عنِ النَّبيِّ صلعم)، فيصحُّ الكلام بحذف أحدهما، والله أعلم.
          قوله: (قالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: وَالصَّحِيحُ قَوْلُ عَمْرٍو): كذا هو ثابتٌ في بعض النسخ، وليس في بعضها، وفي هامش أصلنا بخطِّ بعض علماء الحنفيَّة: (قال أبو ذرٍّ: صوابُه: عمر بن أبي زائدة، كما تَقَدَّمَ)، انتهى، وأمَّا على ما في أصلنا: (عَمرو)؛ فهو عَمرو بن ميمون، وهو مذكورٌ أيضًا في السند، والله أعلم.


[1] في (أ) تبعًا لـ «التوضيح»: (معه)، وفوقها: (كذا).