التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب وضع اليد اليمنى تحت الخد الأيمنى

          قوله في الترجمة: (تَحْتَ الخَدِّ اليُمْنَى(1)): كذا في أصلنا القاهريِّ، وكذا الدِّمَشْقيِّ، وعلى الدِّمَشْقيِّ (صح)، وفي طُرَّة أصلنا القاهريِّ: (الأيمن)، وعليها (صح)، وقد قال شيخُنا مجدُ الدين في «القاموس»: إنَّ الخدَّ مذكَّرٌ، وفي هامش أصلنا بخطِّ بعض علماء الحنفيَّة ما لفظه: (قال ابن سِيده في «المحكم»: قال اللحيانيُّ: الخدُّ مذكَّرٌ لا غير)، انتهى، وفي «الجمهرة»: (الخدُّ معروفٌ)، انتهى، فهذا يدلُّ على أنَّه مذكَّرٌ، وأمَّا الجوهريُّ؛ فقال: (الخدُّ في الوجه، وهما خدَّان)، فلم يبيِّن أهو مذكَّرٌ أم مؤنَّثٌ، وإذا كان كذلك _أنَّ الخدَّ مذكَّرٌ_؛ فيَحتمل أنَّ البُخاريَّ أنَّثه على إرادة اللحمة، أو أنَّه رأى فيه التأنيثَ، والله أعلم.
          تنبيهٌ: ليس في الحديث الذي أورده تعرُّضٌ لليمين، لكن ورد التصريحُ به على غير شرطه، فأراد الإشارةَ إليه، والله أعلم، مع أنَّ الحديثَ الذي في الترجمة التي بعد هذه فيه التصريحُ بالنوم على الشِّقِّ اليمين، فيُحمَل خدُّه على اليمين خصوصًا على قول مَن يقول: إنَّ (كان) تقتضي الدوام، والله أعلم.


[1] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليها: (الأيمن).