التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب التأمين

          قوله: (بَابُ التَّأْمِينِ): (التأمين): هو قول: (آمين)، وقد تَقَدَّمَ أنَّها بمدِّ الهمزة وقصرها، ومُخَفَّفة الميم ومشدَّدته، وأنكر أكثرُ العلماء شدَّ الميم، وأنكر ثعلب قصرَ الهمزة إلَّا في الشِّعر، وصحَّحه يعقوب في الشِّعر وغيرِه، والنون مفتوحة أبدًا مبنيَّةٌ؛ مثل: (كيف) و(ليت)، واختُلِف في معناها؛ فقيل: كذلك يكون، وقيل: هو اسمٌ من أسماء الله تعالى، أصله القصر، فأُدخِلَت عليه همزةُ النداء؛ كما يقال: يا أمينُ؛ استجب دعاءنا، وهذا لا يصحُّ _وقد رَوينا هذا القول عن مجاهد_ وليس من أسماء الله ╡ اسمٌ مَبْنيٌّ ولا غيرُ مُعْرَب، مع أنَّ أسماءه تعالى لا تثبت إلَّا قرآنًا أو سُنَّةً متواترةً _واختار بعضهم ثبوتَها بالآحاد_ وقد عُدِم الكلُّ في (أمين)، وقيل: (آمين): درجةٌ في الجنَّة تجب لقائلها، وقيل: هو طابَع الله على عباده يدفع به الآفاتِ، وقيل: معناه: اللهمَّ؛ أُمَّنا بخير، وقيل: معناه: مَن استُجِيب له كما يُستَجَاب للملائكة، وقيل: بل معناه: اللهمَّ؛ استجب لنا، وقد قَدَّمْتُ هذا كلَّه [خ¦10/111-1242]، ولكن طال به العهد، فلهذا أَعَدْتُه.
          وملخَّص ما في (آمين) من اللغات: (آمين)؛ بالمدِّ، وهو أفصحها، ثانيها: القصر، ثالثها: المدُّ والإمالة مُخَفَّفة الميم، رابعها: المدُّ وتشديد الميم، وأُنْكِرَت، وفي بطلان الصلاة بها وجهٌ، خامسها: القصر والتشديد، وهي غريبةٌ.