التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب.

          6326- قوله: (أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن سعد الإمام، أحد الأعلام والأجواد، و(يَزِيدُ) بعده: هو يزيد بن أبي حَبِيب، عالم أهل مصر، و(أَبُو الخَيْر)؛ بالخاء المُعْجَمة، والمُثَنَّاة تحت: مرثد بن عبد الله اليزنيُّ، أبو الخير المصريُّ [خ¦834]، و(أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيِق): عبد الله بن عثمان، أشهر من أن يُذكَر.
          قوله: (ظُلْمًا كَثِيرًا): هو بالمُثَلَّثَة في أصلنا، قال ابن قُرقُول: («كبيرًا»، وللقابسيِّ بالثاء المُثَلَّثَة)، انتهى، قال الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ ☼ ما معناه: (رُويَ: «كثيرًا» بالمُثَلَّثَة وبالمُوَحَّدة، وينبغي أن يُجمَع بينهما، فنقول: «ظُلمًا كثيرًا كبيرًا») انتهى، وفي هذا وقفةٌ؛ وذلك لأنَّ النَّبيَّ صلعم لم يقلهما جملةً، إنَّما قال واحدًا منهما، والظاهر أنَّه قاله مرَّةً بالمُثَلَّثَة، ومرَّةً بالمُوَحَّدة، والذي ينبغي أن يقولَه كذلك؛ فمرَّةً كذا، ومرَّةً كذا، والله أعلم.
          قوله: (مِنْ عِنْدِكَ): تَقَدَّمَ الكلام عليه [خ¦834].
          قوله: (وَقَالَ عَمْرُو بنُ الحَارِثِ): كذا هو منسوبٌ في نسخةٍ في أصلنا (عَنْ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ: سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِلنَّبِيِّ صلعم): أمَّا (عمرو)؛ فهو ابن الحارث، كما في نسخةٍ، و(يزيد): تَقَدَّمَ أعلاه أنَّه ابن أبي حَبِيب، و(أبو الخير): تَقَدَّمَ أعلاه ضبطه، وأنَّه مرثد بن عبد الله اليزنيُّ.
          والحاصلُ: أنَّ الرواة اختلفوا في هذا الحديث؛ فجعله بعضُهم من مسند أبي بكر الصِّدِّيق، وبعضُهم من مسند عبد الله بن عَمرو بن العاصي، وكلا الطريقَين أخرجها البُخاريُّ، وقد أخرج تعليقَ عَمرو ابن الحارث به البُخاريُّ في (التوحيد) عن يحيى بن سليمان [خ¦7387]، وأخرجها مسلم في (الدعوات) عن أبي الطاهر؛ كلاهما عن ابن وهب، عن عَمرو بن الحارث به، وأخرجها النَّسائيُّ في «اليوم والليلة» عن أبي الطاهر عن ابن وهب به، والله أعلم.