التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: تتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيه والمهاجرين

          7221- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ (يحيى) بعد (مُسدَّد): هو ابنُ سعيدٍ القَطَّان، و(سُفْيَانُ) بعدَه: هو الثَّوريُّ، و(أَبُو بَكْرٍ): هو الصِّدِّيق عبد الله بن عثمان، تَقَدَّمَ نسبُه ☺ في (المناقب)، وهو أشهرُ مِن أن يُترجَم.
          قوله: (لِوَفْدِ): تَقَدَّمَ ما (الوفد)، وأنَّه جمع (وافد)؛ كـ(زَوْر وزائر)؛ وهم القوم يأتون الملوك رُكبانًا، وقد وَفَد وفدًا ووفادةً، ثمَّ سُمِّي القومُ بالفعل [خ¦53].
          قوله: (بُزَاخَةَ): هي بضَمِّ المُوَحَّدة، وتخفيف الزاي، وبعد الألف خاءٌ معجمةٌ، ثمَّ تاء التأنيث، كذا قَيَّدهُ غيرُ واحد، وهو موضعٌ كانت به وقعةٌ زمان الصِّدِّيق، ولفظ «المطالع»: («بُزَاخة»: موضعٌ بالبَحْرين، وقال الأصمعيُّ: هو ماءٌ لطيِّئٍ، وقال الشَّيبانيُّ: ماءٌ لبني أسد، وحكى البكريُّ فيه: بُزُوخة)، انتهى، وأهلُ بُزاخة كانوا ارتدُّوا، ثمَّ تابوا، فأوفدوا رُسَلَهُم للصِّدِّيق يعتذرون إليه، فأحبَّ الصِّدِّيق ألَّا يقضي فيهم إلَّا بعد المشاورة في أمرهم، فقال لهم: (ارجعوا واتبعوا أذناب الإبل في الصَّحارى حتَّى يرى المهاجرون وخليفةُ رسول الله صلعم ما يُرِيهمُ اللهُ في مشاورتهم أمرًا يعذرونكم فيه).
          قال شيخُنا: (وذكر يعقوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيُّ: حدَّثني إبراهيم بن سعد، عن سفيان الثَّوريِّ، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قدم وفدُ أهل بُزَاخة _وهم من طيِّئ_ يسألونه الصُّلح، فقال أبو بكر ☺: اختاروا: إمَّا الحرب المُجلِية، وإمَّا السِّلم المُخزِية(1)، فقالوا: قد عرفنا الحرب، فما السِّلم المخزية؟ قال: ننزع منكم الكُرَاع والحلْقة، وتدون قتلانا، وقتلاكم في النار، ونغنم ما أصبنا منكم، وتردُّون إلينا ما أصبتم منا، وتُتْرَكون أقوامًا تتَّبعون أذناب الإبل حتَّى يُرِيَ اللهُ خليفةَ نبيِّه والمهاجرين أمرًا يعذرونكم به، فخطب أبو بكر النَّاس، فذكر أنَّه قال وقالوا، فقال عمر ☺: قد رأيتَ وسنُشير عليك؛ أمَّا ما ذكرتَ مِن أن تنزع منهم الكراع والحلْقة؛ فنِعْمَ ما رأيتَ، وأمَّا ما ذكرتَ من أن يدُوا قتلانا، وقتلاهم في النار؛ فإنَّ قتلانا قُتِلت على أمر الله [فليس](2) لها دِيات، فتابعَ النَّاسُ على قِيل عمرَ ☺).


[1] كذا في (أ) مضبوطًا، وفي المصادر: (المخزية)، وكذا في الموضع اللَّاحق.
[2] ما بين معقوفين سقط من (أ) تبعًا لمصدره، وأثبت من المصادر؛ إذ لا بُدَّ منه.