التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث عائشة: ذاك لو كان وأنا حي فأستغفر لك وأدعو لك

          7217- قوله: (حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى): تَقَدَّمَ أنَّه يحيى بن يحيى بن بُكَيْر التميميُّ، أبو زكريَّا، النَّيسابوريُّ، أحد الأعلام، ثَبْتٌ فقيهٌ صاحب حديث، وليس بالمُكثِر جدًّا [خ¦1361]، وليس هو بيحيى بن يحيى بن قيس الغسَّانيِّ، هذا الثاني ليس له شيءٌ في «البُخاريِّ» و«مسلم»، إنَّما روى له أبو داود، وليس هو بيحيى بن يحيى اللَّيثيِّ عالم الأندلس، صاحب «المُوَطَّأ»، هذا الثَّالث ليس له في الكُتُب السِّتَّة شيء بالكلِّيَّة، والله أعلم، و(يَحْيَى بْن سَعِيدٍ): هو الأنصاريُّ.
          قوله: (ذَاكِ لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ): (ذاكِ)؛ بكسر الكاف؛ لأنَّه خطاب لمؤنَّث.
          قوله: (فَأَسْتَغْفِرَُ لَكِ وَأَدْعُو لَكِ): يجوز فيهما الرَّفع والنصب.
          قوله: (وَا ثُكْلِيَاهْ): تَقَدَّمَ ما (الثُّكل).
          قوله: (لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا): (ظَلِلْتَ)؛ بكسر اللَّام، قال الجوهريُّ: (وظلِلتُ أعمل كذا _بالكسر_ ظُلولًا؛ إذا عملته بالنَّهار دون / اللَّيل، وهو مِن شواذِّ التَّخفيف، وقد فسَّرناه في «مسَّ»).
          قوله: (مُعَرِّسًا): هو بإسكان العين، وكسر الرَّاء، كناية عن الجماع.
          قوله: (أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ؛ فَأَعْهَدَ): كذا هو (وابنه)؛ بهمزة وصل، ثمَّ مُوَحَّدة، ثمَّ نون، قال ابن قُرقُول: («أن أرسل إلى أبي بكر أو آتيَهُ»: كذا لأبي ذرٍّ، وعند بعض رواته عنه: «إلى أبي بكرٍ وآتيَهُ»؛ من غير شكٍّ، والصَّواب: «أو آتِيَهُ»؛ إن صحَّت الرِّواية بالتاء، وعند الأصيليِّ، والقابِسيِّ، والنَّسَفيِّ: «إلى أبي بكرٍ وابنِهِ»، وقيل: هو وَهَمٌ، والصَّوابُ: الأوَّل)، وقد تعقَّب الشيخ محيي الدين تصويب القاضي، فقال: (وليس كما صوَّب، بل الصَّوابُ: «ابنه»؛ بالباء المُوَحَّدة والنُّون، وهو أخو عائشة، وتوضِّحه رواية مسلم: «أخاكِ وأباكِ»، ولأنَّ إتيانَ النَّبيِّ صلعم كان مُتعذِّرًا أو مُتعسِّرًا، وقد عجز عن حضور الجماعة، واستخلف الصِّدِّيق؛ ليصلِّي بالناس، واستأذن أزواجَه أن يُمرَّض في بيت عائشة ♦، والله أعلم)، و(ابنه) المشار إليه: ما عرفته أهو عبد الله أو عبد الرَّحْمَن؟ وليس المراد: مُحَمَّدًا، مُحَمَّدٌ يَصْغُرُ عن ذلك، والله أعلم، ولم يذكره شيخنا، ولا النوويُّ في «شرحه لمسلم»، ولا ابن شيخنا البُلْقينيِّ، والذي ظهر لي أنَّه أراد: أخاها لأبويها، وهو عبد الرَّحْمَن؛ لأنَّ أمَّهما أمُّ رُومان، وأمَّا عبد الله؛ فأمُّه وأمُّ أسماء واحدة، وهي قُتَيْلَة، ويقال: قَتْلة بنت عبد العزَّى، والصحيحُ: لم تُسلِم، وتقدَّم هذا الخلاف فيها مع زيادة [خ¦2620]، ثمَّ رأيته مُصرَّحًا به في «الردِّ على الرافضيِّ» لابن تيمية في المُجلَّد الأوَّل مُصرِّحًا بأنَّه عبد الرَّحْمَن، وعزاه للمكان المذكور فيه، والله أعلم.