التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: متى يستوجب الرجل القضاء؟

          قوله: (وَقَالَ الحَسَنُ): هو ابنُ أبي الحسن يسارٍ، البصريُّ، أحد الأعلام، تَقَدَّمَ [خ¦31].
          قوله: (اسْتُودِعُوا): هو مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وهو تفسير لـ {اسْتُحْفِظُواْ}[المائدة:44]، وهو [مبنيٌّ لـ] ما لم يُسَمَّ فَاعِلُه.
          قوله: {إِذْ نَفَشَتْ}[الأنبياء:78]: قال الدِّمْيَاطيُّ: (رَعَتْ ليلًا، وهَمَلَتْ: رَعَتْ نهارًا؛ كلاهما بلا راعٍ) انتهى، والذي قاله صحيحٌ، لكن يقال أيضًا: هَمَلَت؛ إذا رعت ليلًا أو نهارًا بلا راعٍ، بخلاف (نَفَشَتْ)؛ فإنَّه لا يقال ذلك إلَّا في اللَّيل، قال الجوهريُّ: (والهَمَل؛ بالتحريك: الإبلُ بلا راعٍ؛ مثل: النَّفَشِ، إلَّا أنَّ النَّفَشَ لا يكون إلَّا ليلًا، والهَمَل يكون ليلًا ونهارًا)، انتهى.
          قوله: (فَحَمِدَ سُلَيْمَانَ): (حَمِد)؛ بفتح الحاء، وكسر الميم: مَبْنيٌّ للفاعل؛ أي: حَمِد اللهُ سليمانَ، و(سليمانَ): مَنْصُوبٌ مفعولٌ.
          قوله: (وَلَمْ يَلُمْ دَاوُدَ): (يَلُم)؛ بفتح أوَّله، وضمِّ اللَّام، مَبْنيٌّ للفاعل؛ أي: ولم يَلُمِ اللهُ داودَ، و(اللَّوم): العَذْل، قاله الجوهريُّ، وقال في (العذل): الملامة.
          قوله: (لَرَأَيْتُ): قائل هذا الكلام هو الحسن بن أبي الحسن البصريُّ، والذي قد تَقَدَّمَ من كلام الله مُستشهِدًا به، وكلامُه في غضون كلام الله، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (وَقَالَ مُزَاحِمُ بْنُ زُفَرَ): هو مُزَاحِم _بالزَّاي، والحاء المُهْمَلَة_ ابن زُفَرَ بنِ الحارث، وهو مزاحم ابن أبي مزاحم، الكوفيُّ، عن الشَّعْبيِّ، ومجاهد، وعمر بن عبد العزيز، وعنه: شعبة، وسفيان، وشريك، وعبَّاد بن عبَّاد، وطائفة، وَثَّقَهُ ابنُ مَعِين، وقال أبو حاتم: (صالح الحديث)، انتهى، عَلَّقَ له البُخاريُّ، وأخرج له مسلم والنَّسائيُّ.
          قوله في كلام عمر بن عبد العزيز: (خَمْسٌ إِذَا أَخْطَأَ القَاضِي مِنْهُنَّ خَصْلَةً...)؛ فذكرها: قد يُتوَهَّم أنَّها ستَّةٌ؛ وذلك لأنَّه قال: (أن يكون فَهِمًا حليمًا عفيفًا صَليبًا عالمًا سَؤُولًا عن العلم)، وليس كذلك، بل هي خمس، كما ذكر؛ لأنَّ (عالمًا) و(سؤولًا) خصلةٌ واحدةٌ؛ لأنَّ الغالب أنَّ الشخص لا يكون عالمًا إلَّا وقد كان سؤولًا عن العلم، أو يقال: إنَّ (فَهِمًا) و(عالمًا) خصلةٌ واحدةٌ؛ لأنَّ العالم لا يكون إلَّا فَهِمًا، وإلَّا؛ فلو لم يكن فَهِمًا؛ لما كان عالمًا؛ لأنَّ البليد لا يكون عالمًا، أو يقال: إنَّه قال خمسًا، ثمَّ زادهم واحدةً، فالمجموع إذن ستٌّ، وقد يُجاب بغير ما ذكرتُ، والله أعلم، وقد نقل الشيخ محيي الدين النَّوويُّ في «تهذيبه» في ترجمة عمر بن عبد العزيز قال: (لا ينبغي أن يكون قاضيًا إلَّا مَن هو عَفِيف حَلِيم عالمٌ(1) بما كان قبله، يستشير ذوي الرَّأي، لا يخاف في الله لومةَ لائم) انتهى.
          قوله: (خَصْلَةً): هو مَنْصُوبٌ مُنَوَّن مفعول.
          قوله: (كَانَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ): (الوَصْمةُ)؛ بفتح الواو، وإسكان الصاد، مَرْفُوعٌ مُنَوَّن اسم (كان)، و(الوَصْمة): العيب، قال الخليل: (الوصم: صدع أو كسر غير بائن)، وفي «الصحاح» نحوهما، ولفظه: (الوصم: الصدع في العود من غير بينونة، يقال: في هذه القناة وصمٌ، وقد وصَمْتُ الشيءَ؛ إذا شدَدْتَه بسرعة، والوصم: العيب والعار، يقال: ما في فلان وصمةٌ)، وأنشد شاهدًا بيتًا على ذلك.
          قوله: (فَهِمًا): هو بكسر الهاء، اسم فاعل.
          قوله: (صَلِيبًا): أي: قويًّا ثابتًا لا يضعف في إنفاذ الحقِّ، وهو بفتح الصاد المُهْمَلَة، وكسر اللَّام، ثمَّ مُثَنَّاة تحت ساكنة، ثمَّ مُوَحَّدة.


[1] في (أ): (عالمًا)، ولعلَّ المُثْبَت هو الصَّواب.