التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثًا

          قوله: (بَابُ مَنْ لَمْ يَكْتَرِثْ بِطَعْنِ مَنْ لَا يَعْلَمُ فِي الأُمَرَاءِ): ساق ابن المُنَيِّر حديث الأصل على عادته، وهو الحديث الذي فيه الطَّعن في إمارة أسامة، ثمَّ قال: (لعلَّه عنى بقوله: «[باب] مَن لم يكترِثْ بطعن مَن لا يعلم»، وعدل عن قوله: «باب عدم الاكتراث»؛ للتنبيه على أنَّ الحال يختلف، فالمنقول عنه ◙ هذا، والمنقول عن عمر ☺: أنَّه اكترث بالطَّعن على سعد، وسعدٌ مكانتُه من الدِّين مشهورة، ولهذا قال [له] عمر ☺ لمَّا اعتذر وتبرَّأ: ذلك الظنُّ بك يا أبا إسحاق، والفرق بين الحالين: أنَّ النَّبيَّ صلعم قطع بحال أسامة، وبسلامة العاقبة، ونجاحها في ولايته، فلم يعارض العلمَ ظنٌّ، وأمَّا عمر ☺؛ فإنَّ حالَه الظَّنُّ، والظَّنُّ لا يبعد عنه الطَّعن، فعمل بالاحتياط، والله أعلم)، انتهى، و(سعد) المشار إليه: هو سعد بن أبي وقَّاص، أحد العشرة؛ لأنَّ عمر عزله، وقد قال في وصيَّته: (فإنِّي لم أعزله عن عجز ولا خيانة) [خ¦3700].
          قوله: (بَابُ مَنْ لَمْ يَكْتَرِثْ): (الاكتراث): المبالاة.