عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: ارزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك
  
              

          1890- (ص) حَدَّثَنَا يَحْيَى ابن بُكَيْرٍ: حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ ☺ قَالَ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَهَادَةً فِي سَبِيلِكَ، وَاجْعَلْ مَوْتِي فِي بَلَدِ رَسُولِكَ صلعم .
          (ش) هذا أثر عُمَر بن الخَطَّاب ☺ ، ذكره هنا لمناسبةٍ بينه وبين الحديث السابق، وذلك أنَّهُ لمَّا سمع النَّبِيَّ صلعم أنَّهُ دعا بقوله: «اللَّهمَّ حبِّب إلينا المدينة كحبِّنا لمكَّة» سأل الله تعالى أن يجعل موته في المدينة إظهارًا لمحبَّته إيَّاها كمحبَّته لمكَّة، وإعلامًا بصدقه في ذلك بسؤاله الموت فيها، وقيل: ذكر ابن سعد سبب دعائه بذلك، وهو ما أخرجه بإسنادٍ صحيحٍ عن عوف بن مالكٍ أنَّهُ رأى رؤيا فيها أنَّ عمر شهيد يستشهد، فقال لمَّا قصها عليه: أنَّى لي بالشهادة وأنا بين ظَهرانَي جزيرة العرب لست أغزو والناس حولي؟ ثُمَّ قال: بلى وبلى يأتي بها الله، إن شاء الله.