عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب كراهية التمني لقاء العدو
  
              

          ░8▒ (ص) بَابُ كَرَاهِيَةِ التَّمَنِّي لِقَاءَ الْعَدُوِّ.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان كراهية تمنِّي لقاء العدوِّ، ومضى في أواخر (الجهاد) : (باب لا تتمنَّوا لقاء العدوِّ).
          فَإِنْ قُلْتَ: يجوز تمنِّي الشهادة؛ لأنَّ تمنِّيها محبوبٌ فكيف ينهى عن لقاء العدوِّ؟
          قُلْت: حصول الشهادة أخصُّ مِنَ اللِّقاء؛ لإمكان تحصيل الشهادة مع نصرة الإسلام ودوام عزِّه، واللِّقاء هذا يفضي إلى عكس ذلك، فنهى عن تمنِّيه، ولا ينافي ذلك تمنِّي الشهادة، وقيل: لعلَّ الكراهة مختصَّةٌ بمَن يثق بقوَّته ويعجب بنفسه ونحو ذلك.
          (ص) وَرَوَاهُ الأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلعم .
          (ش) أي: وروى المذكور مِن كراهية تمنِّي لقاء العدوِّ عبدُ الرَّحْمَن بنُ هرمز الأعرج عن أبي هُرَيْرَة عن النَّبِيِّ صلعم ، وقد مرَّ هذا في (الجهاد) معلَّقًا مِن رواية عبد الملك العَقَديُّ عن مغيرة بن عبد الرَّحْمَن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، ومضى الكلام فيه هناك، فليراجع إليه.