عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب ما يكره من التمني
  
              

          ░6▒ (ص) بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّمَنِّي.
          (ش) أي: هذا بابٌ في بيان ما يُكرَه مِنَ التمنِّي، وأشار بهذا إلى أنَّ التمنِّي الذي فيه الإثم يُكرَه، وعن الشَّافِعِيِّ: لولا أنَّا نأثم بالتمنِّي لتمنَّينا أن يكون كذا، والتمنِّي الذي فيه الإثم: هو الذي يكون داعيًا إلى الحسد والبغضاء.
          (ص) {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[النساء:32].
          (ش) سِيقَت الآية بكمالها في رواية كريمة، وفي رواية أبي ذرٍّ: <{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ} / إلى قوله: {إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}> وقال المُهَلَّب: بيَّن الله تعالى في هذه الآية ما لا يجوز تمنِّيه، وذلك ما كان مِن عَرَض الدنيا وأشباهه، وقال الطَّبَريُّ: قيل: إنَّ هذه الآية نزلت في نساءٍ تمنَّين منازل الرجال، وأن يكون لهنَّ ما لهم، فنهى الله سبحانه عن الأماني الباطلة؛ إذ كان الأماني الباطلة تُورِث أهلها الحسد والبغي بغير الحقِّ، وقال ابن عَبَّاس ☻ في هذه الآية: لا يتمنَّى الرجل يقول: ليت لي مال فلانٍ وأهله، فنهى الله عن ذلك وأمر عباده أن يسألوه مِن فضله.