عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

حديث: مع الغلام عقيقة
  
              

          5471- (ص) حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: مَعَ الْغُلَامِ عَقِيقَةٌ.
          (ش) مطابقته للترجمة في قوله في العقيقة.
          و(أَبُو النُّعْمَان) مُحَمَّد بن الفضل السدوسيُّ، و(أَيُّوبُ) هو السَّخْتيَانيُّ، و(مُحَمَّدٌ) هو ابن / سِيرِين، و(سَلْمَانُ بْنُ عَامِرٍ) الضَّبِّيُّ _بالضاد المُعْجَمة والباء المُوَحَّدة المشدَّدة_ صحابيٌّ سكن البصرة ما له في «البُخَاريٍّ» غير هذا الحديث.
          وقد أخرج البُخَاريُّ حديثه مِن عدَّة طرقٍ، فهذا الحديث موقوفٌ مختصرٌ، وقال الكلاباذيُّ: روى عن سلمان الضَّبِّيِّ مُحَمَّدُ ابن سِيرِين حديثًا موقوفًا في الأطعمة، وهو في الأصل مرفوعٌ، ومعناه: عقيقةٌ مصاحبةٌ للغلام بعد ولادته؛ يعني: يُعقُّ عنه.
          واعترض عليه الإسماعيليُّ هنا بأنَّه وإن كان موصولًا ولكنَّه موقوفٌ، وليس فيه ذكر إماطة الأذى الذي ترجم به، وأجيب عنه: بأنَّ المعتمد عليه في طرق هذا الحديث الذي أخرجها هو طريق حمَّاد بن زيد، لكنَّه أورده مختصرًا؛ اكتفاءً بما ورد تمامه في بعض طرقه على ما يجيء وذلك على عادته هكذا في مواضع كثيرةٍ؛ فافهم.
          وفيه: حجَّةٌ على أنَّهُ لا يُعقُّ عن الكبير، وعليه أئِمَّة الفتوى بالأمصار.
          (ص) وَقَالَ حَجَّاجٌ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ: أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ وَقَتَادَةُ وَهِشَامٌ وَحَبِيبٌ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلعم .
          (ش) هذا الطريق مرفوعٌ، ولكنَّه معلَّقٌ، أخرجه عن (حَجَّاج) ابن منهالٍ، عن (حَمَّادٍ) هو ابن سلمة، عن (أَيُّوب) السَّخْتيَانيِّ [و(قَتَادَة) ابن دِعامة السدوسيِّ]، و(هِشَامٍ) ابن حسَّان الأزديِّ و(حَبِيبٍ) ابن الشهيد عن مُحَمَّد (ابن سِيرِين) عن (سَلْمَان) عن (النَّبِيِّ صلعم )، ووصله الطَّحَاويُّ وابن عبد البرِّ والبَيْهَقيُّ مِن طريق إسماعيل بن إسحاق القاضي عن حَجَّاج بن منهال: حَدَّثَنَا حمَّاد بن سلمة به، واعترض الإسماعيليُّ هنا فقال: حمَّاد بن سلمة ليس مِن شرطه في الاحتجاج، وأجيب عنه بأنَّا سلَّمنا أنَّ حمَّاد بن سلمة ليس مِن شرطه، ولكن لا يضرُّه إيراده للاستشهاد به.