إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري

حديث: أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئًا

          6801- وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الجُعْفِيُّ) المسنَديُّ قال: (حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ) الصَّنعانيُّ قاضيها قال: (أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ) هو ابنُ راشد (عَنِ الزُّهْرِيِّ) محمَّدِ بنِ مسلمِ بنِ شهابٍ (عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ) عائذ اللهِ بنِ عبد الله(1) (عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ☺ ) أنَّه (قَالَ: بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم فِي رَهْطٍ) قال أبو عُبيد(2): ما دونَ العشرة، وقيل: إلى ثلاثة (فَقَالَ) صلعم : (أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللهِ شَيْئًا وَلَا تَسْرِقُوا) حذف المفعول ليعمَّ (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ) / يريدُ وأْدَ البناتِ، ولأبي ذرٍّ ”ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكُم“ (وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَانٍ) بكذبٍ يبهتُ سامعهُ، أي: يدهشهُ لفظاعتهِ كالرَّمي بالزِّنا (تَفْتَرُونَهُ(3) بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ) أي: من قِبَلِ أنفسكُم فكنَّى باليدِ والرِّجل عن الذَّات؛ لأنَّ معظمَ الأفعالِ بهما(4) (وَلَا تَعْصُونِي) ولأبي ذرٍّ: ”ولا تعصُوا“ (فِي مَعْرُوفٍ) وهو ما عُرِفَ من الشَّارع حُسْنه(5) نهيًا وأمرًا (فَمَنْ وَفَى) بالتَّخفيف ويشدَّد، أي: ثبتَ على العهدِ (مِنْكُمْ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) فضلًا ووعدًا بالجنَّة (وَمَنْ أَصَابَ) منكم أيُّها المؤمنونَ (مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا) غير الشِّرك (فَأُخِذَ بِهِ) أي: فعوقبَ به (فِي الدُّنْيَا) بأن أقيمَ عليه الحدُّ (فَهْوَ) أي: العقاب (كَفَّارَةٌ لَهُ) فلا يعاقَب عليه في الآخرةِ (وَطَهُورٌ) يطهِّره الله بهِ(6) من دنسِ المعصيةِ، وإذا وصفَ بالتَّطهير مع التَّوبة عاد إلى مَا كان عليهِ قبل(7)، فتُقبل شهادتُه (وَمَنْ سَتَرَهُ اللهُ فَذَلِكَ) مُفَوَّض (إِلَى اللهِ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ) بعدلهِ (وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ) بفضلهِ.
          (قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ) البخاريُّ ⌂ : (إِذَا تَابَ السَّارِقُ بَعْدَ مَا قُطِعَ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”وقطعَت“ (يَدُهُ، قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ، وَكُلُّ مَحْدُودٍ كَذَلِكَ إِذَا تَابَ قُبِلَتْ شَهَادَتُهُ) ولأبي ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: ”وكذلك كلُّ الحدودِ إذا تابَ أصحابُها قُبلت شهادتُهم“ وقولُ البخاريِّ هذا ثابتٌ في رواية الكُشمِيهنيِّ ساقطٌ في روايةِ غيرهِ، والله الموفِّق والمعين.‼ /


[1] «بن عبد الله»: ليست في (د).
[2] في (ع) و(د): «عبيدة».
[3] في (ع): «فتفترونه».
[4] في (ع): «بها».
[5] في (د): «تحسينه».
[6] «به»: ليست في (د).
[7] «قبل»: ليست في (د).