التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قومًا

          7283- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ) محمَّد بن العلاء بالمدِّ.
          قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ) هو حمَّاد بن أسامة الكوفي.
          قوله: (عَنْ أَبِي بُرْدَةَ) _بضم الموحدة واحد البرود_ وهو ابن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشْعري، واسمه فيما ذكر أكثرهم عامر، وقال ابن معين: اسمه حارث.
          قولُه صلعم : (إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَتَى قَوْمًا فَقَالَ: يَا قَوْمِ إِنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بِعَيْنَيَّ، وَإِنِّي أَنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ) أي: المجرَّد، وخُصَّ بالعريان؛ لأنَّه أبين للَعْين وكان عادتهم أنَّ الرِّيبة (1) تكون على مَكان عالٍ فإذا رآني (2) العدو قد أقبل وأراد إنذار قومه يخلع ثوبه ويديره حول رأسه إعلامًا لقومه وألاح لهم به مِن البُعد ليحذروا الغَارة ونحوها، قال بعضهم: عري النَّذير أبلغ في الإنذار؛ لأنَّ الجيش إذا رأوه علموا أنَّ الأمر عظيمٌ وأنشدوا:
لَيْسَ النذير الَّذِي يَأْتِيك متَّزرًا                     مثل النذير الَّذِي يَأْتِيك عُريَانا
          قَالَ الْخطابِيُ: وَقد رُوِيَ لنا: ((وَأَنا النذير العربان)) بِالْبَاء _يعني الموحدة_ فَإِن كَانَ ذَلِك مَحْفُوظًا فَمَعْنَاه: النَّذير الْمُفْصِح بالإنذار لا يُكَنِّي وَيُوَرِّي، يُقَال: رجل عربان أَي: فصيح اللِّسَان، وَيُقَال: أعرب الرَّجل بحاجته: إِذا أفْصح بهَا.
          قوله: (فَالنَّجَاءَ النَّجَاءَ) بالمدِّ والقصر بالنَّصب على أنَّه مفعول مطلقٌ أي: الإسراعَ الإسراعَ.
          قوله: (فَأَطَاعَهُ طَائِفَةٌ مِنْ قَوْمِهِ (3)، فَأَدْلَجُوا) الإدْلاج: بلفظ الإفعال أي: _بسكون الدَّال_ هو السير أوَّل اللَّيل وبالافتعال أي: بتشديد الدَّال هو السير مِن آخر اللَّيل.
          قوله: (وانْطَلَقُوا عَلَى مَهَلِهِمْ) أي: على سكينة فنجوا.
          قوله: (وَكَذَّبَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ، فَأَصْبَحُوا مَكَانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فَأَهْلَكَهُمْ وَاجْتَاحَهُمْ) أي: استأْصلهم، وهو بالجيم ثمَّ الحاء / المهملة.


[1] هكذا في الأصل، ولعلها:((الرؤية)).
[2] هكذا في الأصل، ولعلها:((رأى)).
[3] في الأصل:((قوم)).