التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: إن العين نائمة والقلب يقظان

          7281- قوله: (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَادَةَ) _بفتح العين المهملة وتخفيف الموحدة_ الواسطي، وما عداه في «الصَّحيحين» فَعُبادة بضم العين.
          قوله: (أَخْبَرَنَا يَزِيدُ) أي: ابن هارون.
          قوله: (حَدَّثَنَا سَلِيمُ) _بفتح السين المهملة_ هو (ابْنُ حَيَّانَ) _بفتح الحاء المهملة وتشديد المثناة مِن تحت_ الهُذَليُّ (وَأَثْنَى عَلَيْهِ) أي: أثنى يزيد على سَلِيم بْنِ حَيَّانَ.
          قوله: (حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ) _بكسر الميم مقصورًا وممدودًا_ المكي.
          قوله: (جَاءَتْ مَلاَئِكَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صلعم ، فَقَالُوا: إِنَّ لِصَاحِبِكُمْ هَذَا مَثَلًا، فَاضْرِبُوا لَهُ مَثَلًا، قَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّهُ نَائِمٌ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: إِنَّ العَيْنَ نَائِمَةٌ، وَالقَلْبَ يَقْظَانُ، فَقَالُوا: مَثَلُهُ) _بفتح الميم والمثلثة_ أي: صفته، ويمكن أن يُراد به ما عليه أهل البيان وهو ممَّا فشا مِن الاستعارات التمثيلية.
          قوله: (كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا، وَجَعَلَ فِيهَا مَأْدُبَةً) _بضمِّ / الدَّال المهملة ويجوز الفتح_ وهو طعام يُدْعَى إليه النَّاس كالوليمة، ويُسَمَّى الطَّعام المُتَّخذ لبناء الدَّار وكبره (1)، وأمَّا المأدبة فهي الَّتي بلا سبب. هكذا ذكره أصْحابنا لَمَّا عددوا الولائم.
          ويُؤخَذ مِن الحديث أنَّ طعام البناء يُسَمَّى مأدبة، فإن قلتَ: التَّشبيه يقتضي أن يكون مثل الباني هو مثل النَّبيِّ صلعم حيث قال: (مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دَارًا) لا أنَّه مثل الدَّاعي، أجاب الكِرْمَانِيُّ: هذا ليس مِن تشبيه المفرد بالمفرد بل مِن تشبيه المركَّب بالمركَّب مِن غير ملاحظة مطابقة المفردات مِن الطَّرفين كقوله تعالى: {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ}[يونس:34].
          تنبيه: قال في «الفائق»: المأدُبة _بالضمِّ_ اسم للصَّنيع نفسه كالوليمة، وشبَّهَها سيبويه بالمشربة، وغرضه أنها ليستْ كمَفْعَلة ومِفْعَلة في كونهما بناءين للمصادر والظُّروف، والمأدَبة _بالفتح_ مصدر بمعنى الأدب، وهو الدُّعاء إلى الطَّعام، كالمعتبة بمنزلة العَتب، قال أبو عبيدة: المأدَبة مدعاة، وهو صنيع الرَّجل يصنعه يدعو إليه الناس.
          قوله: (وَمُحَمَّدٌ صلعم فَرْقٌ) يُروى بلفظ الماضي، وفي بعضها: <فَرْق> بإسكان الراء ورُويَ بتشديدها أي: على صيغة (2) الفِعل، وهو بالسُّكون على المصدر، وصف (3) به للمبالغة كالعدل، أي هو الفاروق (4) بين المؤمن والكافر، والصَّالح والفاسق، إذ به تميَّزت الأعمال والعمال.
          قوله: (تَابَعَهُ قُتَيْبَةُ، عَنْ لَيْثٍ) أي: ابن سعد (عَنْ خَالِدٍ) أي: ابن يزيد الفقيه (عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، عَنْ جَابِرٍ) هذا مُنْقطع؛ لأنَّ سعيد بن أبي هلال اللَّيثي المدني لم يُدْرك جابرًا، وأوَّلُه: خرج علينا النبيُّ صلعم فقال: ((إني رأيت في المنام كأنَّ جبريل عند رأسي وميكائيل عند رجلي يقول أحدهما للآخر: إنَّ لصاحبكم هذا مَثَلًا)) وفيه تثبيت الملائكة.
          وقد أخرج التِّرمذي المتابعة ثمَّ قال: سعيد بن أبي هلال لم يُدْرك جابرًا، وقد رُوي هذا الحديث عن النبيِّ صلعم مِن غير هذا الوجه بإسناد أصحَّ مِن هذا، وقال خَلَفُ الوَاسِطِيُّ في «أطرافه»: لم يسمعْ سعيد (5) مِن جابر، أو الحديث ليس بمتصل، وكأنَّ الترمذي يشير بالإسناد الصَّحيح إلى ما رواه هو مِن حديث سعيد بن ميناء وقال: صحيح غريب مِن هذا الوجه، فقال: حدَّثنا محمَّد بن سِنان عن مسلم بن حَيَّانَ عنه.


[1] هكذا في الأصل ولعلها:((ونحوه)).
[2] في الأصل:((صفة)).
[3] في الأصل:((وضيف)).
[4] هكذا في الأصل، ولعلها:((الفارق)).
[5] في الأصل:((سعيداً)).