التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: لما قدم المهاجرون المدينة من مكة وليس بأيديهم

          2630- قوله: (وَكَانَتْ أُمُّهُ أُمُّ أَنَسٍ أُمُّ سُلَيْمٍ كَانَتْ أُمَّ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، فَكَانَتْ أَعْطَتْ أُمُّ أَنَسٍ رَسُولَ اللهِ / صلعم عِذَاقًا) (أُمُّ أَنَسٍ) بدل عن (أُمُّهُ)، و(أُمُّ سُلَيْمٍ) بدل عن (أُمُّ أَنَسٍ)، (وَكَانَتْ) للتأكيد؛ لـ(كانت) الأولى، و(سُلَيْمٍ) بضم السين المهملة واسم (أُمُّ سُلَيْمٍ): مُلَيكة أو سُهَيلة أو غيرهما والعذاق بكسر العين المهملة جمع العذق بفتح العين المهملة وهو النخلة، نحو: كلب وكلاب، والجمع: عذوق وأعذاق، وقِيلَ: إنَّما يقال للنخلة: عذق إذا كانت بحملها، والعذق إذا كان قائمًا يستر.. (1) وثمره.
          قوله: (فَأَعْطَاهُنَّ النَّبِيُّ صلعم أُمَّ أَيْمَنَ) هي أمُّ أسامة بن زيد، واسم أم أيمن: بركة بموحَّدة وراء وكاف مفتوحات، وهي مولاة للنبي صلعم وحاضنته، وفي صحيح مسلم: أنَّ أم أيمن كان وصيفة لعبدالله والد رسول الله صلعم وكانت من الحبشة، فلما ولد رسول الله صلعم وماتت آمنة حضنته أم أيمن حتَّى كبر فأعتقها، وزوجها مولاه زيد بن حارثة، فولدت له أسامة وأيمن أخو أسامة لأمه، وهو ابن عبيد الحبشي واستشهد يوم حنين، وكان رسول الله صلعم يقول: ((أمُّ أيمن أمِّي بعد أمي)) وماتت بعد رسول الله صلعم بخمسة أشهر، قاله الكرماني، وقال الواقدي: أدركت خلافة عثمان، وحديثها في سنن ابن ماجه.
          قوله: (فأَعْطَى رَسُولُ الله صلعم أُمَّ أَيْمَنَ مَكَانَهُنَّ مِنْ حَائِطِهِ) أي: لأنَّها كانت امتنعت أولًا من ردِّ ما منحته ظنًا أنَّها كانت منحة تمليك لأصل الرقبة، فعوَّضها صلعم من حائطه، وخالص سلمة إكرامًا لها لما لها عليه من حقِّ الحضانة والتربية.


[1] كلمة غير مفهومة في الأصل.