التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب هبة الواحد للجماعة

          ░22▒ (باب هِبَةِ الوَاحِدِ لِلْجَمَاعَةِ)
          قال الإسماعيلي: ليس في حديث الباب هبة لا لجماعة ولا لواحد، وإنَّما هو شراب أُتي به النَّبي صلعم ، فشرب منه، وسقى منه على وجه الإباحة والإرفاق كما لو قدم للضيف طعامًا فأكله، وقال غيره: استئذانه صلعم الغلام الذي كان عن يمينه وهو عبدالله بن عبَّاس أو أخوه الفضل في إعطائه للقوم يدل على أنَّ ذلك الفضل كان حقًا له، وأراد أن يهبه الغلام لهم.
          قوله: (وَقَالَتْ أَسْمَاءُ لِلْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَابْنِ أَبِي عَتِيقٍ) كذا هو في الأصول: وابن بالواو / ونقل ابن التين عن الشيخ أبي الحسن أن في كتابه إسقاط الواو من (ابْنِ)، وأبو عتيق هو عبدالرَّحمن بن أبي عتيق واسم أبيه: عبدالله، قال: وأظن الواو سقطت من كتابي وعند أبي ذرٍّ بإثباتها، فابن أبي عتيق هو عبدالله بن محمَّد بن عبدالرَّحمن بن أبي بكر الصديق كما قال في «جامع الأصول»، وابنه محمَّد بن عبدالله بن أبي عتيق يستشهد به البخاري كثيرًا مقرونًا بموسى بن عقبة، ونسبه البخاري وغيره: محمَّد بن عبدالله بن عبدالرَّحمن بن أبي بكر الصديق، قال الداوودي: والقاسم ابن أخي عائشة، وابن أبي عتيق ابن أخيها، فوصلتهما بما أعطيت فيه مائة ألف، وكانت من أجود الناس، كما أنَّ رسول الله صلعم أجودهم، وهي ضلع منه، وظاهر إيراده: أن المتصدقة عائشة، وهو خلاف ما في البخاري من كونها أسماء.
          قوله: (وَرِثْتُ عَنْ أُخْتِي عَائِشَةَ مَالًا بِالْغَابَةِ) هو اسم موضع بالحجاز، والغابة: الأجمة.