تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت}

          ░123▒ (بَابُ: {وَإِذ بَوأنَا} أي: بَيَّنا {لإِبرَاهِيم مَكَانَ البَيتِ} [الحج:26]) أي: ليَبنِيَه، وكان قد رُفِعَ زمنَ الطوفان. ({أَنْ لا}) أي: وأمرناه ({أَن لَا تُشرِك(1) بِي شَيئًا وَطَهِّر بَيتِيَ}) أي: من الأوثان. ({لِلطَّائِفِينَ وَالقَائِمِينَ}) أي: المقيمين به. ({وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [الحج:26]) أي: المصلِّين. ({وَأَذِّن}) أي: ناد. ({فِي النَّاسِ بِالحَجِّ يَأتُوكَ رِجَالًا} [الحج:27]) أي: مشاة. ({وَعَلَى}) أي: وركبانًا على ({كُلِّ ضَامِرٍ}) أي: بعيرٍ مهزولٍ. ({يَأتِينَ}) أي: الضوامر. ({مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج:27]) أي: طريقٍ بعيدٍ. ({لِيَشهَدُوا}) أي: يحضروا. ({مَنَافِعَ لَهُم وَيَذكُرُوا اسمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعلُومَاتٍ} [الحج:28]) أي: عشرِ ذي الحجة، وقيل: تسعة منه، وقيل: يومُ الأضحى وأيامُ التشريق، وقيل: أيام التشريق، وقيل: غير ذلك، إلى آخر أيامِ التشريق(2) أقوال.({عَلَى مَا رَزَقَهُم مِن بَهِيمَةِ الأَنعَامِ}) أي: الإبلِ والبقرِ والغنمِ الَّتِي تُنحرُ في(3) يوم العيدِ وما بعده من الهدايا والضحايا. ({فَكُلُوا مِنهَا}) أي: إذا كانت مستحبةً، والأمرُ للندب. ({وَأَطعِمُوا البَائِسَ الفَقِيرَ}[الحج:28]) أي: الشديدَ الفقرِ. ({ثم ليَقضُوا تَفَثَهُم} [الحج:29]) أي: يُزيلوا أوساخَهم وشعثَهم كطول الظفر(4). ({وَليُوفُوا نُذُورَهُم}) أي: الهدايا والضحايا. ({وَليَطَّوَّفُوا}) أي: طوافَ الإفاضةِ ({بِالبَيتِ العَتِيقِ}) أي: القديم لأنَّه أولُ بيتِ وُضع.
          ({ذَلِكَ}) خبرُ مبتدأ مقدَّرِ؛ أي: الأمرُ أو(5) الشأنُ. ({وَمَن يُعَظِّم حُرُمَاتِ اللهِ} [الحج:30]) أي: فيما(6) لا(7) يحل انتهاكه(8). ({فَهُوَ}) أي: تعظيمُها ({خَيرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ}) أي: في الآخرة، وفي نسخةٍ: <{يأتوك رجالًا} إلى قوله: {عندَ ربِّه}>.


[1] في (د): ((يشرك)).
[2] قوله: ((إلى آخر أيامِ التشريق)) ليس في (المطبوع).
[3] قوله: ((في)) ليس في (ع).
[4] في (د): ((الظعن)).
[5] في (المطبوع): ((و)).
[6] في (المطبوع): ((من)).
[7] قوله: ((لا)) ليس في (د).
[8] في (المطبوع): ((انتهاكها)).