تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب فضل الحرم

          ░43▒ (بَابُ: فَضلِ الحَرَمِ) أي: المكي، وهو ما أحاط بمكة، وسُمي حرمًا لتحريم الله تعالى فيه كثيرًا مما ليس بمحرَّم في غيره، وحدُّه من طريق المدينة(1) : التنعيم على ثلاثة أميال مِن مكة، وقيل: أربعة.
          ومن طريق اليمن: ستة أميال من مكة، (2) وقيل: سبعة.
          ومن طريق الجِعرانة: تسعة أميال.
          ومن طريق الطائف: سبعة أميال، وقيل: ثمانية. / ومن طريق جُدَّة عشرة أميال.
          (وَقَولِهِ) بالجر هنا وفيما يأتي عطفٌ على فضل الحرم(3).
          ({رَبَّ هَذِهِ البَلدَةِ}) أي: مكة ({الَّذِي حَرَّمَهَا} [النمل:91]) صفةٌ لرب، وتحريمُها بألا يُسفك فيها دم حرام ولا يُنفَّر صيدها ولا يُختلى خَلاها، ووجه تعلُّق الآية بالترجمة مِن حيث إنَّ هذه البلدة اختصها الله من بين جميع البلاد بإضافة اسمه إليها؛ لأنها أحب بلاده إليه وأكرمها عليه وموطن نبيِّه ومهبط وحيه. ({أَوَلَم نُمَكِّنْ}) أي: نجعل ({يُجبَى إِلَيهِ}) أي: يُحمل إليه. ({رِزقًا} [القصص:57]) مصدر من معنى(4) يُجبى؛ لأنه بمعنى يرزق(5) أو مفعول له، أو حال من ثمرات بمعنى مرزوقًا.


[1] في (المطبوع) زيادة: ((عند)).
[2] زاد في (ك): ((وقيل: ثمانية)).
[3] في (ع): ((المحرم)).
[4] في (ك): ((بمعنى)).
[5] في (د): ((رزق)).