تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب قول الله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج}

          ░33▒ (بَابُ: قَولِ اللهِ تَعَالَى: {الحَجُّ})أي: وقتُه. ({أَشهُرٌ مَعلُومَاتٌ})[البقرة:197]: شوَّال وذو القَعدة وعشرُ ليالٍ من ذي / الحجة، وأطلق الأشهُرَ على شهرين(1) وبعض شهرٍ تنزيلًا للبعض منزلة الكل، أو إطلاقًا للجمع على ما فوق الواحد كما في قوله تعالى: {أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ} [النور:26] أي: عائشةُ وصفوان. ({فَمَن فَرَضَ}) على نفسه ({فِيهِنَّ الحَجَّ}) بالإحرام به(2) ({فَلَا رَفَثَ}) أي: جِماع ({وَلَا فُسُوقَ}) أي: معاصي(3) ({وَلَا جِدَالَ}) أي: خِصام ({في الحَجِّ}) [البقرة:197]، والمراد في الثلاثة النَّهي.
          ({يَسأَلُونَكَ}) [البقرة:189] في نسخة: <وقوله: {يَسأَلُونَكَ}>. ({هِيَ مَواقِيتُ}) [البقرة:189] جمع ميقات من الوقت، وفارق المدَّةَ والزمانَ بأنَّ(4) المدة: امتدادُ حركة الفلك من مُبتداها(5) إلى منتهاها، والزمان: مُدَّةٌ مقسومة، والوقتُ: الزَّمانُ المفروض لآخرَ. (وَعَشرٌ مِن ذِي الحِجَّة) أي: عشر ليالٍ منه، فيخرج يوم العيد، وهو مذهب الشافعي.
          (مِنَ السُّنَّةِ) أي: من الشريعة. (ألَّا يُحرِمَ بِالحَجِّ إِلَّا في أَشهُرِ الحَجِّ) فلو أحرم به قبلها لم ينعقد حجًّا بل عمرةً؛ لأنَّ الإحرام شديد التعلُّق واللزوم، فإذا لم يقبل الوقتُ ما أحرم به انصرف إلى ما يقبله(6) وهو العمرة. (أَو كِـَرمَانَ(7)) بكسر الكاف وفتحها.


[1] في (المطبوع): ((الشهرين)).
[2] قوله: ((به)) ليس في (ك).
[3] في (د): ((المعاصي)).
[4] في (المطبوع): ((لأن)).
[5] في (د): ((من مبدأها)).
[6] في (ع): ((قبله)).
[7] في (د): ((أو كزمان)).