تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب الطيب عند الإحرام وما يلبس إذا أراد أن يحرم ويترجل ويدهن

          ░18▒ (بَابُ: الطِّيبِ) أَي: استحباب استعماله (عِندَ الإِحرَامِ) في الثوب والبدن. (وَمَا يَلبِسُ) أي: الشخصُ. (إِذَا أَرَادَ أَن يُحرِمَ، وَيَتَرَجَّل) أي: يسرحُ شعرَ رأسهِ بالمشط (وَيَدهُن) بضم الهاء على أنَّه ثلاثي، وبكسرها مع تشديد الدال؛ أي: يطلي رأسه بالدهن، وهو مع (يترجَّل) مرفوع بالعطف على (يلبسُ) و(ما) مصدرية، ومنصوبٌ بأن مقدَّرةً عطف على (ما يلبس)؛ لأنه بمعنى المصدر، فهو(1) كما في قول ميسون بنت بَحدَل(2) :
لَلُبسُ عَبَاءَةٍ وَتَقَرَّ عَيني                     أَحَبُّ إِلي مِن لُبسِ الشُّفُوفِ
          بضم المعجمة؛ أي: الثِّياب الرِّقاق.
          (يَشُمُّ المحرِمُ الرَّيحانَ) بضم الشين وبفتحها، ماضي الأول: شَمَمَ بفتح الميم، وماضي الثَّاني: شَمِمَ بكسرها، نعم يحرم عليه عند الشافعية شمُّ الريحان الفارسي_ وهو الضَّيمُران(3) بضم الميم_ قياسًا على تحريم شمه الطيب؛ لأنَّ معظمَ الغرض منه رائحتُه الطيبة.
          (وَيَنظُرُ في المِرآةِ) بكسر الميم وسكون الراء بوزن مِفعَال. (وَيَتَدَاوَى بِما يَأكُلُ الزَّيتِ) بجرِّ الزيت بدلٌ مِن (ما(4) يأكل) وبنصبه بدلٌ مِن العائد على (ما) وإن كان محذوفًا؛ أي: بما(5) يأكله الزيتَ، وهو جائزٌ كما قيل به في قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلسِنَتُكُمُ الكَذِبَ} [النحل:116]، إذ قيل: إنَّ {الكَذِبَ} بدلٌ مِن مفعول {تَصِفُ} المحذوف؛ أي: تَصفه.
          (يَتَخَتَّمُ) أي: يلبسُ الخاتمَ. (وَيَلبَسُ الهِميانَ) هو بكسر الهاء: فارسي معرَّبٌ يشبه تِكَّة السراويل تُجعل فيه الدراهم، ويُشدُّ على الوسط. (حَزَمَ) بفتح الزاي؛ أي: شدَّ. (بِالتُّبَّانِ) بضم الفوقية وتشديد الموحدة: سروال(6) قصير يستر العورة المغلظة فقط، يلبسه الملاَّحون والمسارعون(7). (لِلَّذِينَ يُرَحِّلُونَ هَودَجَهَا) ساقط مِن نسخة، ومعناه: يشدُّون هودجها، وهو مركب مِن مراكب النِّساء مُقتَّبًا وغير مقتَّب، وضبط (يُرَحِّلُونَ) بضم الياء وفتح الراء وتشديد المهملة المكسورة، وبفتح الياء وسكون الراء وفتح المهملة.


[1] قوله: ((فهو)) ليس في (ع).
[2] في (ع): ((بجدل))، وفي (ك): ((بخدل)) و في (د): ((بخذل)).
[3] في (د): ((الضميروان)).
[4] في (ع) و(ك)و (د): ((بدل مما)).
[5] في (ع): ((مما)).
[6] في (ك) و(د): ((سراويل)).
[7] كذا في النسخ الخطية.