التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: وقيت شركم، كما وقيتم شرها

          3317- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ): (عَبْدة): بإسكان المُوَحَّدة، وهو عَبْدة بن عبد الله بن عَبْدة الخزاعيُّ الصَّفَّار، روى عنه: البُخاريُّ، والأربعةُ، وابنُ خُزَيمةَ، وخلقٌ، ولم يخرِّج له مسلمٌ شيئًا، قيل: تُوُفِّيَ سنة ░258هـ▒، قال أبو حاتمٍ: (صدوقٌ)، وقال النَّسائيُّ: (ثقةٌ).
          قوله: (عَنْ إِسْرَائِيلَ): هذا هو ابنُ يونسَ بنِ أبي إسحاقَ السَّبيِعيِّ، تَقَدَّمَ، و(مَنْصُور) بعده: هو ابنُ المعتمر، تَقَدَّمَ، و(إِبْرَاهِيم): هو ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ، تَقَدَّمَ، و(عَبْد اللهِ): هو ابنُ مسعودِ بن غافل الهُذَليُّ ☺، تَقَدَّمَ.
          قوله: (كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلعم فِي غَارٍ): هذا الغار بمِنًى، وقد جاء كذلك في بعض طرقه: (بمنًى) [خ¦1830]؛ وهو بقرب مسجد الخيف في الجبل، ويُعرَف بغار المُرْسَلَات.
          تنبيهٌ: وقع في «معجم الطَّبَرانيِّ الصغير»: حدَّثنا عُمر بن عبد الرَّحْمَن السلميُّ، ورواه أبو عليِّ ابن الصَّوَّاف: حدَّثنا عبد الله بن أحمد ابن حنبل؛ قالا: حدَّثنا إبراهيم بن الحجَّاج السَّاميُّ، واللَّفظ لابن الصَّوَّاف...؛ فذكر قصَّة إسلام ابن مسعود، وفيه: (فبينا نحن عنده على حِراء؛ إذ نزلت عليه «سورة المرسلات»(1)، فأخذتُها وإنَّها لَرَطْبةٌ بفيهِ، أو إنَّ فاه لَرطْبٌ بها...)؛ الحديث، ولم أستنكر مِنَ السَّنَد إلَّا عاصم بن بَهْدَلةَ، فإنَّه ثَبتٌ في القراءة، يَهِمُ في الحديث، وله ترجمةٌ في «الميزان»، وحديث «الصحيح»: (أنَّه في غارٍ بمِنًى) في «البُخاريِّ» و«مسلمٍ» و«النَّسائيِّ»، وتعدُّد القصَّة في إنزال السورة مرَّتين فيه بُعْدٌ كثير، والله أعلم، ولم أرَ حديثَ «المعجم» في «مسند أحمد»، ولم أرَه إلَّا في «معجم الطَّبَرانيِّ الصغير»، ومن طريق ابن الصَّوَّاف، والله أعلم. /
          قوله: (وُقِيَتْ شَرَّكُمْ، كَمَا وُقِيتُمْ شَرَّهَا): (وُقيت): مَبْنيٌّ لِما لمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ، وكذا (وُقِيتُم)، و(شرَّكم) و(شرَّها): منصوبان، كلُّ واحدٍ منهما مفعولٌ ثانٍ، و(شرَّكم): قتْلكم إيَّاها؛ لأنَّه شرٌّ بالنسبة إليها وإن كان خيرًا بالنسبة إلينا.
          قوله: (وَعَنْ إِسْرَائِيلَ): قائل ذلك هو يحيى بن آدم، وهذا معطوفٌ على السند الذي قبله، فروى هذا الثاني البُخاريُّ عن عَبْدة بن عبد الله، عن يحيى بن آدمَ، عن إسرائيلَ، عن الأعمشِ، عن إبراهيمَ، عن علقمةَ، عن عبدِ الله، والأوَّل: إسرائيل، عن منصورٍ، عن إبراهيمَ به، و(إسرائيلُ): هو ابن يونس بن أبي إسحاق، و(الأَعْمَش): سليمان بن مِهْرَان، و(إِبْرَاهِيم): هو ابنُ يزيدَ النَّخَعيُّ، والباقي معروفٌ، وقوله: (مِثْلَهُ): هو بالنصب مفعول (حدَّثنا)، ولا يجوز فيه الرفعُ، وقد وقع في أصلنا: (مثلُه)؛ بالضَّمِّ بالقلم، وكتب(2) فوقه بالحمرة(3) بالنصب بالقلم، ولا يجوز الرفع، وإنَّما كان يتحتَّم الرفعُ إن لو كان الحديثُ معلَّقًا، وإنَّما هو مسنَدٌ، فاعلمه.
          قوله: (مِنْ فِيهِ رَطْبَةً)؛ أي: مستطابةً سهلةً؛ كالتمرة الرطبة السهلة، وقيل: إنَّا لنسمعها لأوَّل نزولها كالشيء الرطب في أوَّل أحواله، وبه جزم ابن التين، قاله شيخنا.
          قوله: (وَتَابَعَهُ أَبُو عَوَانَةَ عَنْ مُغِيرَةَ): يعني: عن إبراهيمَ به، فأمَّا الضمير في (تابعه) يعود على إسرائيل، و(أبو عوانة): اسمُه الوضَّاح بن عبد الله، تَقَدَّمَ مُتَرْجَمًا [خ¦58]، و(المغيرة): هو ابن مِقسَم الضَّبِّيُّ، تَقَدَّمَ أيضًا، متابعة أبي عوانة هذه ليست في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة.
          تنبيهٌ: اعلم أنَّ المِزِّيَّ لم يخرِّجه من حديث سليمان الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله إلَّا في هذا المكان في (بَدْءِ الخلق)، وقد أخرجه البُخاريُّ أيضًا في (التفسير) من هذه الطريق التي ذكرها هنا فقال: (حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ: حدَّثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ بِهَذَا، وَعَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مِثْلَهُ، وَتَابَعَهُ أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ إِسْرَائِيلَ)، انتهى [خ¦4931].
          قوله: (وَقَالَ حَفْصٌ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَسُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ): أمَّا (حفصٌ)؛ فهو ابن غِيَاث؛ بالغين المُعْجَمَة المكسورة، ثمَّ مُثَنَّاة تحت مُخَفَّفة، وبعد الألف ثاء مُثَلَّثَة، تَقَدَّمَ، وأمَّا (أبو معاوية)؛ فهو مُحَمَّد بن خازم؛ بالخاء المُعْجَمَة، الضريرُ، تَقَدَّمَ، وأمَّا (سليمان بن قَرْم)؛ فبفتح القاف، وإسكان الراء، ثمَّ ميم، و(قَرْم) جدُّه، واسم والده معاذ، كنيته _[أي]: سليمان_ أبو داود، وهو بصريٌّ، روى عنِ ابنِ المنكدر، وثابتٍ، والأعمشِ، وعنه: أبو داود الطيالسيُّ ويونسُ المؤدِّبُ، قال أبو زُرْعةَ وغيرُه: (ليس بذاك)، أخرج له مسلمٌ، وأبو داود، [والترمذيُّ]، والنَّسائيُّ، وعلَّق له البُخاريُّ كما ترى، له ترجمةٌ في «الميزان».
          وتعليقُ حفصٍ أخرجه البُخاريُّ في (الحجِّ(4)) [خ¦1830] و(التفسير) [خ¦4934] عن عُمَر بن حفص بن غياث عن أبيه، ومسلمٌ عن [عمر بن] حفص بن غياث به، وفي (الحجِّ) عن أبي كُرَيب عن حفص بن غياث ببعضه، وتعليقُ أبي معاوية عن الأعمش أخرجه مسلمٌ في (الحَيَوان) عن يحيى بن يحيى، وأبي بكر ابن أبي شيبة، وأبي كُرَيب، وإسحاق بن إبراهيم؛ أربعتُهم عن أبي معاوية، وتعليقُ سليمانَ بن قَرْم لم أره في شيءٍ من الكُتُب السِّتَّة إلَّا ما هنا، والله أعلم.


[1] في (ب): ({وَالْمُرْسَلَاتِ}).
[2] في (ب): (وكتبت).
[3] في (ب): (بالأحمرة).
[4] في (ب): (الجهاد)، والمثبت هو الصَّواب.