التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق

          3118- قوله: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ): هذا هو عبد الله بنُ يزيدَ، أبو عبد الرَّحْمَن المقرئُ القصير، مولى آل عمر بن الخَطَّاب، أصلُه من ناحية البصرة، نزل مكَّةَ، وروى عن أبي حنيفة، وموسى بنِ عُليِّ بن رَباح، وحَرْمَلة بنِ عِمْران، وكَهْمَسِ بن الحسن، وحَيْوةَ بنِ شُرَيح، وسعيدِ بن أبي أيُّوب، وطبقتِهم من المِصريِّين والبصريِّين، روى عنه: البُخاريُّ، وأحمدُ ابن حنبل، وابنُ راهويه، وعليُّ ابن المَدينيِّ، وخلقٌ كثيرٌ، وثَّقه النَّسائيُّ وغيرُه، وقال أبو حاتم: (صدوقٌ)، وقد أثنى عليه ابنُ المبارك، مات سنة ░213هـ▒، أخرج له الجماعةُ.
          قوله: (حَدَّثَنِي أَبُو الأَسْوَدِ): اسمُه مُحَمَّدُ بنُ عبد الرَّحْمَن بن نوفل بن الأسود، أبو الأسود، يتيمُ عروةَ، تَقَدَّمَ.
          قوله: (عَنِ ابْنِ أَبِي عَيَّاشٍ وَاسْمُهُ نُعْمَانُ): (عيَّاش): بالمُثَنَّاة تحت، والشين المُعْجَمَة، وهو النُّعمان بن أبي عيَّاش الزُّرَقيُّ؛ بضَمِّ الزاي، وفتح الراء المُخَفَّفة، واسمُ أبي عيَّاش: زيد بن الصَّامت، وقيل: عبيد بن زيد بن الصَّامت، وقيل: عبيد بن معاوية بن الصَّامت الخزرجيُّ، صحابيٌّ؛ أعني: أبا عيَّاش، أخرج له أبو داود، والنَّسائيُّ، وأحمدُ في «المسند»، شهد أُحُدًا، روى عنه: مجاهدٌ، وأبو صالحٍ السَّمَّانُ، وجماعةٌ، والنُّعمانُ أخرج له البُخاريُّ، ومسلمٌ، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجه، ووثَّقهُ ابنُ مَعِين وغيرُه.
          قوله: (عَنْ خَوْلَةَ الأَنْصَارِيَّةِ): قال الدِّمْيَاطيُّ: (هي خولة بنت قيس بن قَهْد، واسمه خالد، كانت عند حمزةَ بنِ عبد المُطَّلِب، فولدت له عُمَارة، ثُمَّ خلف عليها بعد حمزة حنظلةُ بن النُّعمان، فولدت له مُحَمَّدًا، فَكُنِّيتْ به، وقيل: هي خولة بنت ثامر الأنصاريَّة، ولعلَّه الأشبه، وصرَّح به الطبرانيُّ وابنُ منده، وساقاه بهذا السَّنَد، وقال الدَّارَقُطْنيُّ: لم يروِ عن خولة بنت ثامر [سوى ابن أبي عيَّاش)، انتهى.
          قال المِزِّيُّ في «أطرافه» في هذا الحديث: (خولة بنت قيس بن قَهْد بن قيس بن ثعلبة الأنصاريَّة، عن النَّبيِّ صلعم، ويقال لها: خويلة، أمُّ مُحَمَّد، وهي امرأة حمزة بن عبد المُطَّلِب، وقيل: إنَّ امرأة حمزة خولة بنت ثامر]
(1) الخولانيَّة، وقيل: إنَّ ثامرًا لقبٌ لقيس بن قهد، قال عليُّ بن المَدينيِّ: خولة بنت قيس هي خولة بنت ثامر...)، ثُمَّ ذكر الحديث، ثُمَّ قال عقيبه: (رواه سلمة بن شبيب وعَبَّاس بن عبد الله التَّرْقُفيُّ وغيرُ واحدٍ عن المقرئ _يعني: الذي رواه عنه البُخاريُّ هنا_ فقالوا: خولة بنت ثامر)، انتهى.
          وأمَّا خولة بنت قيس بن قَهْد _ويقال لها: خويلة، وهي زوج حمزة، وقيل: إنَّ زوجته خولة بنت ثامر الخولانيَّة، وقيل: ثامر لقب قيس_ روت عن النَّبيِّ صلعم، وعنها: النُّعمان بن أبي عيَّاش، وقال الذَّهَبيُّ في «تجريده»: (خولة بنت ثامر: رَوَت عنِ النَّبيِّ صلعم، وعنها: النُّعمان بن أبي عيَّاش) انتهى، وقد رقم عليها: («المسند»)، قال الحُسينيُّ في «رجال المسند»: (خولة بنت ثامر الأنصاريَّة: هي بنت قيس، قاله ابن عَبْدِ البَرِّ، وهي مذكورة في الأصل)، قال الذَّهَبيُّ في «تجريده»: (خولة بنت قيس بن قَهْد بن قيس(2) الأنصاريَّة النَّجاريَّة، أمُّ مُحَمَّد، زوجُ حمزةَ ابنِ عبد المُطَّلِب، وقيل: امرأةُ حمزةَ خولةُ بنت ثامر، وقيل: ثامر لقبٌ لقيس، عنها: جماعةٌ)، وقد رقم عليها: (خ)، (ت)، و«المسند»، انتهى.
          وقال ابن عَبْدِ البَرِّ في «الاستيعاب»: (خولة بنت قيس بن قَهْد بن قيس بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن [غنم بن] مالك بن النَّجَّار الأنصاريَّة، تُكنى أمَّ مُحَمَّد، وهي امرأة حمزة بن عبد المُطَّلِب، وقد قيل: إنَّ امرأة حمزة خولة بنت ثامر، وقيل: إنَّ ثامرًا لقبٌ لقيس بن قَهْد، والأوَّل أصحُّ إن شاء الله تعالى)، انتهى(3).


[1] ما بين معقوفين سقط من (ب).
[2] (بن قيس): ليس في (ب)، و(بن قهد بن قيس): ليس في مصدره.
[3] (انتهى): ليس في (ب)، وينظر «الاستيعاب» (ص892_893▒ ░3281▒، وقال الحافظُ في «الفتح» ░6/252▒: (فرَّق غيرُ واحدٍ بين خولة بنت ثامر وبين خولة بنت قيس، وقيل: إنَّ قيس بن قَهْد _بالقاف_ لقبه ثامر، وبذلك جزم عليُّ بن المدينيِّ، فعلى هذا فهي واحدةٌ).