عمدة القاري في شرح صحيح البخاري

باب من أتى مسجد قباء كل سبت
  
              

          ░3▒ (ص) بَابُ مَنْ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءَ كُلَّ سَبْتٍ.
          (ش) أي: هذا بَابٌ في بيان فضلِ مَن يأتي مسجد قُباء كلَّ يوم سبتٍ، ولمَّا كان البابُ السابقُ مشتملًا على الموقوف والمرفوع، وكانَ الموقوفُ مُقيَّدًا بخلاف المرفوع؛ ذكر هذا البابَ لبيانِ تقييد إطلاقِ ذلك المرفوع؛ لأنَّ المرفوعَ في الباب السابق يدلُّ على أنَّهُ صلعم كانَ يزور مسجدَ قُبَا راكبًا وماشيًا، ولم يتعرَّض فيه في أيِّ يومٍ كانَ ذلك، فبيَّن في هذا الباب أنَّ زيارته مسجدَ قباء كانَ كلَّ يوم سبت، وهذا يدلُّ على فضيلة مسجد قباء، وكيفَ لَا وقد روى سهلُ بنُ حُنَيْف عن النَّبِيِّ صلعم أنَّ الذي يدخل في مسجد قباء ويصلِّي كانَ ذلك كعدل رقبةٍ؟! / وقد ذكرناه في الباب السابق.
          وروى عُمَر بن شَبَّة في «أخبار المدينة» بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وَقَّاص ☺ قال: لَأنَ أصلِّي في مسجد قُبَا ركعتين أحبُّ إليَّ مِن أن آتيَ بيتَ المقدس مَرَّتينِ، لو يعلمون ما في قباء لَصرُّوا إليه أكبادَ الإبل.
          قُلْت: ومع هذا لم يثبت فيه تضعيفُ ما في المساجد الثلاثة.