تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب من تكلم بالفارسية والرطانة

          ░188▒ (بَابُ: مَنْ تَكَلَّمَ بِالفَارِسِيَّةِ) أي: باللغة الفارسية، قيل: نسبة(1) إلى فارس بن عامور بن(2) يافث بن نوح ◙، وقيل: غير ذلك. (وَالرَِّطَانَةِ) بكسر الراء، وفتحها؛ أي: التكلم بلسان العجم أو بكلام لا يُفهم، ومناسبة هذه الترجمة مع حديثيها الأخيرين لكتاب الجهاد: أن الإمام إذا أمَّن أهل الحرب بلسانهم ولغتهم يكون ذلك أمانًا لأن الله تعالى / يعلم الألسنة كلها، وأما حديثها الأول فمناسبته للجهاد تؤخذ مِن ذكر الخندق فيه، (وَقَوْلِهِ تَعَالَى) بالجر عطف على (مَنْ تَكَلَّمَ) وفي نسخة: <وَقَوْلُ اللهِ ╡>. ({وَاخْتِلَافُ السِنَتِكُمْ} [الروم:22]) أي: ومِن آياته اختلاف ألسنتكم: أي: لغاتكم مِن عربية وعجمية(3) وغيرهما. ({وَالوَانِكُمْ}) أي: مِن بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة. ({وَمَا أَرْسَلْنَا}) في نسخة: <وَقَالَ أَيْ: اللهُ تَعَالَى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ} [إبراهيم:4]> أي: بلغتهم، ليبين(4) لهم ما أتاهم به.


[1] في (ع) و(ك): ((نسبته)).
[2] في (د): ((بن عامر وبن)).
[3] في المطبوع: ((عجمة)).
[4] في المطبوع: ((يبين)).