تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

باب: عمل صالح قبل القتال

          ░13▒ (بَابُ عَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ القِتَالِ) بإضافة (بَاب) إلى (عَمَل) وفي نسخة برفعه منونًا ورفع ما بعده، وتقديره: بأن يذكر فيه عمل صالح.
          (أَبُو الدَّرْدَاءِ) هو عويمر بن مالك الأنصاري. (بِأَعْمَالِكُمْ) أي ملتبسين بها، (وَقَوْلُهُ) عطف على (عَمَلٌ). ({يَا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ} [الصف:2]) أي في طلب الجهاد. ({مَا لَا تَفْعَلُونَ}) إذا انهزمتم بأُحد. ({كَبُرَ} [الصف:3]) أي عظُم. ({مَقْتًا}) تمييز. ({عِنْدَ اللهِ}) تنازعه (كَبُرَ) و(مَقْتًا). ({أَنْ تَقُولُوا}) فاعل (كَبُرَ). ({مَا لَا تَفْعَلُونَ}) [الصف:3] مقول القول. ({إِنَّ اللهَ يُحِبُّ} [الصف:4]) أي ينصر(1) ويكرم. ({الَّذينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ}) أي في طاعته. ({صَفًّا}) حال، أي صافين أنفسهم أو مصفوفين. ({كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}) [الصف:4]أي ملزق بعضه ببعض، والمراد أنهم ثابتون لا يزولون عن أماكنهم، وفي نسخة عَقبَ {مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف:3]: <إلى قوله: {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}>. والمقصود من ذكر الآية قوله: {صَفًّا} [الصف:4] لأنَّه عمل صالح قبل القتال.


[1] في (ع): ((ينصركم)).