التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: تلك الكلمة من الحق يخطفها من الجني

          5762- قوله: (حَدَّثَنَا(1) مَعْمَرٌ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه ابن راشد، وتَقَدَّمَ ضبطه، وتَقَدَّمَ (الزُّهْرِي): أنَّه مُحَمَّد ابن مسلم.
          قوله: (نَاسٌ): هؤلاء (النَّاس) السائلون عن الكهَّان لا أعرفهم.
          قوله: (لَيْسَ بِشَيْءٍ): معنى هذا الكلام: بطلان قولهم، وأنَّه لا حقيقة له، وفي هذا الحديث جوازُ إطلاق هذا اللَّفظ على ما كان باطلًا.
          قوله: (أَحْيَانًا): تَقَدَّمَ أنَّ (الأحيان): الأوقاتُ [خ¦2].
          قوله: (يَخْطَفُهَا): هو بفتح الطَّاء، وهذه اللُّغة الفصيحة، وهي لغة القرآن، ويجوز في لغة قليلة كسرُ الطاء.
          قوله: (فَيَقُرُّهَا): هو بفتح المُثَنَّاة تحت، ثُمَّ قاف، ثُمَّ راء مشدَّدة مضمومتين كذا في أصلنا، قال ابن قُرقُول: (كذا ضبطه الأصيليُّ بفتح الياء وضمِّ القاف، وعند غيره بِضَمِّ الياء وكسر القاف، وصوَّب بعضهم رواية الأصيليِّ، وكلاهما صوابٌ على اختلاف التَّفسير، فقيل على ضمِّ القاف: إنَّ معناه: يردِّدها؛ كما تُردِّد الدَّجاجة صوتَها، وكذلك على مَن فسَّره أيضًا: تُصوِّتُ بها الدَّجاجة، يقال منه: قرَّت الدَّجاجة تَقُرُّ؛ إذا قطعت صوتها، وقرقرت قرقرة؛ إذا ردَّدت أيضًا، كما تصوِّت الزُّجاجة إذا حرَّكتها على شيء، أو كما تردِّد ما يُصَبُّ في القارورة في مدخلها أو جوانبها، وهذا يصحُّ على الضَّمِّ والكسر في القاف، يقال: قَررْتُ الماء في الآنية وأقررته؛ إذا صببته، قاله ابن القوطيَّة، وقيل: معنى «يَقُرُّها»: يودعها في أذنه؛ أي: يجعل أذنه لها قرارًا، وهذا على رواية(2) مَن كسر القاف مِن «أقرَّ الشيء»، وقيل: «يَقُرُّها»؛ بِضَمِّ القاف: يُسِرُّها يُسارُّه بها، يقال: قرَّ الخبر في أذنه يَقُرُّه قَرًّا؛ إذا أودعه إيَّاه سرًّا، و«الدَّجاجة» [خ¦6213] و«الزُّجاجة» [خ¦7561] روايتان، وكذلك «تُقِرُّها» روايات في «الصَّحيحَين»)، انتهى لفظه.
          قوله: (مِئَةَ كَذْبَةٍ): هي بفتح الكاف وإسكان الذَّال، وكسر الكاف مع إسكان الذال، قال عياض: (وأنكر بعضهم الكسر إلَّا إذا أراد الحالة والهيئة، وليس هذا موضعَها).
          قوله: (قَالَ عَلِيٌّ: قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ): (عليٌّ) هذا: هو المذكور أوَّل السند، وهو عليُّ بن عبد الله ابن المدينيِّ، الحافظ، الجهبذ، و(عبد الرَّزَّاق): هو ابن همام، الحافظ الكبير، الصنَّعانيُّ، وقد أخرجه مسلم في (الطِّبِّ) عن عبد بن حميد، عن عبد الرَّزَّاق، عن معمر، عن الزُّهريِّ به.
          تنبيهٌ: في أصلنا: (قال عليٌّ: قال عبد الرَّزَّاق، مُرْسَل)، وفي الهامش: (قال عليٌّ: قال عبد الرَّحمن ابن مهديٍّ)، وكتب عليه: (خ)؛ يعني: أنَّه نسخة، ولم أرَ أنا هذه في «شرح شيخنا»، ولا في «تقييد المُهْمَل»، ولا في «أطراف» المِزِّيِّ، فإذن الصَّواب: (قال عليٌّ: قال عبد الرَّزَّاق)، والله أعلم.


[1] كذا في (أ)، وفي «اليونينيَّة» و(ق): (أخبرنا).
[2] في (أ): (روايته)، والمثبت من مصدره.