التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الحبة السوداء

          قوله: (بَابُ الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ): (الحبَّة السَّوداء): هي الشُّونيز كما سيجيء مِن قول ابن شهاب [خ¦5688]، وسيأتي ضبط (الشُّونيز)، قال ابن قُرقُول: و(«الحبَّة السَّوداء»: الشُّونيز، ويقال: شِئْنِيزُ، وكذا فسَّرنا الشُّونيز، وقال الحسن: هي الخردل، حكاه الحربيُّ عنه، وحكى ابن الأنباريِّ: أنَّها الحبَّة الخضراء، واختُلِف في الحبَّة الخضراء؛ فقيل: هي الشُّونيز، والعرب تُسمِّي الأخضر أسود، والعكس، وقيل: الحبَّة الخضراء: ثمر البُطم، وقيل: الحبَّة الخضراء: الرازِيانِخ؛ وهو حبُّ البَسباس)، انتهى، وقال في (الشُّونيز) ما لفظه: (بالفتح قيَّدناه، وقال ابن الأعرابيِّ: هي الشِّئْنيز، كذا تقوله العرب، وقال غيره: شونيز)، انتهى، وقد ذكر شيخنا عن القُرْطُبيِّ: (أنَّه بفتح الشِّين، وقال غيره: بالضَّمِّ)، انتهى، ولم يذكر ابن الأثير في (الحبَّة السوداء) غير الشونيز، وقال الشيخ محيي الدين النَّوَويُّ: («الحبَّة السَّوداء»: الشُّونيز، هذا هو الصواب المشهور الذي ذكره الجمهور)، انتهى، وقال ابن قَيِّم الجَوزيَّة في «الهدي»: (وكلاهما وَهَم) يعني: القول بأنَّها الخردل أو البُطم، قال: (والصَّواب: أنَّها الشونيز)، ثُمَّ ذكر ما فيها مِن المنافع، انتهى، وقد ذكر الأطبَّاء فيها نحوَ اثنين وعشرين منفعةً، وقد نقل شيخنا عن الموفَّق البغداديِّ أنَّه الكمُّون الأسود، ويُسمَّى: الكمُّون الهنديَّ، فتحصَّلنا في (الحبَّة السَّوداء) على أقوال، والله أعلم.