التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب النفث في الرقية

          قوله: (بَابُ النَّفْثِ فِي الرُّقْيَةِ): (النَّفْث): تَقَدَّمَ قريبًا ضبطه [خ¦5735]، وتَقَدَّمَ ما هو [خ¦1270]، وقال الشيخ محيي الدين: («النَّفْث: نفخ لطيف لا ريقَ معه)، انتهى، وقيل: معه ريق يسير، قال شيخنا حين ذكر (النَّفْث): (وفيه إباحة النَّفْث في الرُّقى، وقد روى الثَّوريُّ عن الأعمش، عن إبراهيم قال: إذا رقيت بآي القرآن؛ فلا تنفث، وقال الأسود: أكره النَّفث، وكان لا يرى بالنفخ بأسًا، وكرهه أيضًا عكرمة، والحكم، وحمَّادٌ، وأظنُّ حجَّة مَن كرهه ظاهرَ قوله: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}[الفلق:4]، وذلك نفثُ سحرٍ، والسِّحر مُحرَّمٌ، وما جاء عن الشارع أولى)، انتهى، ففي تبويب البُخاريِّ هذا ردٌّ على مَن كره ذلك، والله أعلم، واعلم أنَّ النَّسَائيَّ روى في «سننه» في (كتاب المحاربة) عن عمرو بن عليٍّ عن أبي داود الطَّيالسيِّ، عن عبَّاد بن ميسرة المنقريِّ، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعًا: «مَن عقد عُقدة، فنفث فيها، فقد سَحَر، ومَن سَحَر؛ فقد أشركَ بالله»، هذا الحديث لا يصحُّ لعبَّاد بن ميسرة المنقريِّ؛ لأنَّ أحمد ويحيى ضعَّفاه، وقال يحيى مرَّة: (ليس به بأس)، وقال أبو داود: (ليس بالقويِّ)، وكان من العُبَّاد، ثُمَّ إنَّ الحسن لم يسمع مِن أبي هريرة، على قول الأكثرين، والله أعلم.