التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب: أي ساعة يحتجم؟

          قوله: (بَابٌ: أَيَّ(1) سَاعَةٍ يَحْتَجِمُ): تنبيهٌ: الحجامة في أيَّام الأسبوع وفي وقت من الشهر لم يصحَّ فيه شيء عند البُخاريِّ؛ فلذلك لم يتعرَّض له.
          واعلم أنَّ الحجامة ورد النَّهْي عنها يوم السَّبت، ويوم الأحد، ويوم الثلاثاء، ويوم الأربعاء، ويوم الخميس، ويوم الجمعة، ولم يسلَم مِن النَّهْي إلَّا يوم الاثنين، ثُمَّ إنِّي رأيت النَّهْي عنها يوم الاثنين، وكلُّه ضعيف، وقد أطال ابن القَيِّم فيها النَّفَس في «الهدي»، وذكر النَّهْي عنها في يوم كذا، ويوم كذا، وكلُّه ضعيف، والله أعلم.
          تنبيهٌ: قال العقيليُّ: (ليس يثبت في التَّوقيت في الحجامة شيءٌ في يوم بعينه، ولا في الاختيار في الحجامة والكراهية شيء يُثبَت)، قال ابن مهديٍّ: (ما صحَّ في الحجامة عن النَّبيِّ صلعم شيءٌ إلَّا الأمر بها، والله أعلم).
          تنبيهٌ: أستحضر أنَّه صلعم احتجم مَرَّاتٍ، فاحتجم مرَّة في وسط رأسه، ومرَّة على ظهر قدمه، واحتجم في الأخدعين، واحتجم في الكاهل؛ وهو بين الكتفين، واحتجم على وركه كما رواه جابر، وفي «مسند أبي يعلى»: (أنَّه احتجم على قرنه بعدما سُمَّ)، أخرجه من حديث عبد الله بن جعفر، والقَرْن: جانبُ الرأس، وهو غير وسط الرأس، والظاهر أنَّه احتجم مرَّة كذا، ومرَّة كذا، ويحتمل أنَّه احتجم في وسط رأسه قريبًا مِن القرن، فأطلق الراوي عليه ذلك؛ لقربه، فإن كان غير الوسط؛ فقد احتجم سبع مَرَّاتٍ، وإن كان هو؛ فستًّا، وروى أبو نعيم في (الطِّبِّ) عن عبد الرحمن بن عثمان: (أنَّه ◙ احتجم تحت كتفه اليسرى مِن الشاة التي أكل بخيبر)، في إسناده ضعفٌ، وهذا ثامنٌ أو سابعٌ، وقد رأيتُ حديثًا ضعيفًا: (أنَّه احتجم ثلاثًا في النُّقرة، والكاهل، ووسط الرَّأس، وسمَّى الواحدة: النَّافعة، والأخرى: المُعِينة، والأخرى: مُنقِذة)، والله أعلم.
          قوله: (وَاحْتَجَمَ أَبُو مُوسَى لَيْلًا): (أبو موسى): هو الأشعريُّ عبد الله بن قيس بن سُلَيم بن حَضَّار، قال شيخنا: (أخرجه ابن أبي شيبة).


[1] كذا في (أ) و«اليونينيَّة»: وفي (ق): (أية) وهي رواية أبي ذرٍّ.