التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب كتابة العلم

          قوله: (بَابُ كِتَابَةِ الْعِلْمِ): اعلم أنَّه اختلف الصَّحابة والتَّابعون في كتابة الحديث _وفي لفظ النَّوويِّ: (العلم) كما بوَّب عليه البخاريُّ هنا(1)_ فكرهه ابن عمر، وابن مسعود، وزيد بن ثابت، وأبو موسى، وأبو سعيد الخدريُّ، وآخرون من الصَّحابة والتَّابعين؛ لقوله صلعم: «لا تكتبوا عنِّي شيئًا سوى القرآن، ومن كتب عنِّي غير القرآن؛ فليمحُه»، أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد(2)، وجوَّزه أو فعله جماعة من الصَّحابة؛ منهم: عُمر، وعليٌّ، وابنه الحسن، وعبد الله بن عمرو بن العاصي، وأنس، وجابر، وابن عبَّاس، وابن عمر أيضًا، والحسن، وعطاء، وابن جبير، وعمر بن عبد العزيز، وحكاه القاضي عياض عن أكثر الصَّحابة والتَّابعين قال: (ثمَّ أجمع المسلمون على جوازها)، وزال ذلك الخلاف، وممَّا يدلُّ على الجواز الأحاديثُ التِّي ذكرها البخاريُّ كما تراها وغيرُها، وقد أجيب عنِ الحديث الذي في «مسلم» بأجوبةٍ، ذكرها / النَّوويُّ في «شرح مسلم» في أواخر الشَّرح؛ فانظرها إن أردتها.


[1] (هنا): ليس في (ب).
[2] (أبي سعيد): ليس في (ب).