التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب الاغتباط في العلم والحكمة

          (بَابُ الاِغْتِبَاطِ فِي الْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ)
          وسيأتي الكلام على (الغبطة) قريبًا ما هي [خ¦73].
          قوله: (وَقَالَ عُمَرُ ☺: تَفَقَّهُوا قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا): قال ابن المنيِّر: (وجه مطابقة قول عمر ☺ للترجمة: أنَّه جعل السيادة من ثمرات العلم، وأوصى الطالب باغتنام الزيادة قبل بلوغ درجة السيادة، وذلك يُحقِّق استحقاق العلم؛ لأن يُغتبَط به صاحبه؛ لأنَّه سبب لسيادته)، انتهى.
          قوله: (قَبْلَ أَنْ تُسَوَّدُوا): هو بتشديد الواو المفتوحة؛ معناه: تُعظَّموا؛ والمعنى: تعلَّموا العلم ما دمتم صغارًا قبل أن تصيروا سادةً رؤساءَ يُنظَر إليكم، فإن لَمْ تتعلَّموا قبل ذلك؛ استحييتم أن تتعلَّموا بعد الكبر، فبقيتم جُهَّالًا، ويؤيِّد هذا القولَ وأنَّه مراد البخاريِّ قولُ البخاريِّ بعد ذلك: (وَقَدْ تَعَلَّمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلعم فِي كِبَرِ سِنِّهِمْ)، وفيه قولٌ ثانٍ: وَهوَ أنَّ معناه: لا تأخذوا عَن الأصاغر، فيُزرِي بكم ذلك، وثالثٌ: وَهوَ أنَّ معناه: قبل أنْ تزوَّجوا، فتصيروا سادة بالحكم على الأزواج والاشتغال بهنَّ لهوًا، ثمَّ تمحُّلًا للنفقة، قال شيخنا الشارح: (وحكاه صاحب «مجمع الغرائب» احتمالًا، وَهوَ متَّجهٌ، وجزم به البيهقيُّ في «مدخله»، ولم يذكر غيره، فقال: «معناه: قبل أن تتزوَّجوا، فتصيروا أربابًا، قاله شمر)، انتهى، وحَكى ابن الأثير في «نهايته» القولين؛ الأوَّل والآخر.