التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: من سمع سمع الله به يوم القيامة

          7152- قوله: (حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الوَاسِطِيُّ): تَقَدَّمَ أنَّه إسحاق بن شاهين، الحافظ، تَقَدَّمَ مُترجَمًا [خ¦309]، و(خَالِدٌ): هو ابنُ عبد [الله] الطَّحَّان، و(الجُرَيْرِيُّ)؛ بضَمِّ الجيم، وفتح الرَّاء، تَقَدَّمَ، وأنَّ اسمه سعيد ابن إياس، أبو مسعود، الجُرَيريُّ [خ¦624]، و(طَرِيفٌ أَبُو تَمِيمَةَ)؛ بفتح الطاء المُهْمَلَة، وكسر الراء، وهو طَرِيف بن مجالد، أبو تَمِيمة؛ بفتح المُثَنَّاة فوق، وكسر الميم، الهُجيميُّ البصريُّ، عن أبي هريرة، وأبي موسى، وجابر بن سمُرة، وأبي عثمان النَّهديِّ، وغيرهم، وعنه: بكر بن عبد الله المزنيُّ، وقتادة، والمثنَّى بن سعيد الطَّائيُّ، وخالد الحَذَّاء، وجماعة، وَثَّقَهُ ابنُ مَعِين، قال الواقديُّ: مات سنة ░97هـ▒، وقال الفلَّاس: سنة ░95هـ▒، أخرج له البُخاريُّ والأربعة [خ¦6003].
          قوله: (شَهِدْتُ صَفْوَانَ وَجُنْدَُبًا وَأَصْحَابَهُ وَهُوَ يُوصِيهِمْ): ظاهرُ اللَّفظ: أنَّ صاحب الحديث والوصيَّة هو جندب، وأصرح مِن هذا ما أورده المِزِّيُّ في «أطرافه»، قال: (شهدتُ صفوان وأصحابَه وجندبٌ يُوصيهم، فقالوا: هل سمعتَ مِنَ النَّبيِّ صلعم شيئًا؟...)؛ فذكره، ويوضِّحه أيضًا ما في بعض النُّسخ في آخر الحديث: (قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ: مَنْ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلعم؟ جُنْدَبٌ؟ قَالَ: نَعَمْ)، و(أبو عبد الله): هو البُخاريُّ صاحب «الصَّحيح»، والقائل له: هو الفِرَبْريُّ فيما يظهر، وليس في السَّند أحدٌ يُكنى بـ(أبي عبد الله) سوى جندب بن سفيان الضَّحَّاك، وليس المراد، ويُعرَف ذلك من جوهر اللَّفظ؛ لأنَّ السؤال عنه، والله أعلم.
          و(صفوان): هو _فيما يظهر_ صفوانُ بن مُحْرِز المازنيُّ البصريُّ، يروي عن ابن مسعود، وأبي مسعود، وعمران بن الحُصَين، وابن عمر، وغيرهم، وعنه: ثابت، وقتادة، وعاصم الأحول، وآخرون، قال ابنُ سعد: (هو مِن بني تميم، ثقةٌ، له فضل وورع)، وقال ابن حِبَّانَ: (كان من الثِّقات والعُبَّاد، اتَّخذ لنفسه سربًا يبكي فيه)، مات سنة ░74هـ▒، أخرج له البُخاريُّ، ومسلم، والتِّرْمِذيُّ، والنَّسائيُّ، وابن ماجه.
          وأمَّا (جندب) صاحبُ الحديث؛ فهو جندب بن عبد الله بن سفيان البَجَليُّ، ثمَّ العَلَقيُّ، وقد يُنسَب إلى جدِّه، عن النَّبيِّ صلعم، وعن حذيفة، وعنه: الحسن، وابن سيرين، وأبو مجلز، وأبو عمران الجونيُّ، وسلمة بن كُهَيل، وعبد الملك بن عُمير، وجماعة، وعَلَقة: حيٌّ من بُجَيلة، قال جندب: (كنَّا مع النَّبيِّ صلعم ونحن فتيان حزاورة، فتعلَّمنا الإيمان)، أخرج له الجماعة.
          قوله: (مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ): تَقَدَّمَ الكلامُ عليه [خ¦6499].
          قوله: (قَالُوا(1): أَوْصِنَا): هو بفتح الهمزة، رُباعيٌّ، وهذا ظاهِرٌ.
          قوله: (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُنْتِنُ مِنَ الإِنْسَانِ جَوْفُهُ(2)): هو بضَمِّ أوَّله، وكسر ثالثه، كذا في أصلنا بالقلم، واعلم أنَّه يُقال: نَتُنَ الشَّيءُ نَتْنًا، وأنتنَ ونَتَنَ أيضًا كذلك، فمَن قال: نَتَنَ يَنتِن؛ قال: مِنْتِن، فأتبعَ الكَّسرةَ الكسرةَ، ومَن قال: نَتُنَ يَنْتُن؛ قال: مُنْتُن، فأتبعَ الضَّمَّة الضَّمَّة، ومَن قال: أنتنَ؛ قال: مُنْتِنٌ لا غير، قاله ابن القطَّاع في «أفعاله»، وفي «الصِّحاح»: (النَّتْنُ: الرائحة الكريهة، وقد نَتُن الشيء وأنتن بمعنًى؛ فهو مُنْتِن ومِنْتِن؛ كُسِرت الميم؛ إتباعًا لكسرة التَّاء؛ لأنَّ «مِفْعِلًا» ليس من الأبنية، ونتَّنَهُ غيره تَنْتِينًا؛ أي: جعله مُنتِنًا، ويقال: قوم مناتينُ)، وأنشد بيتًا من الرَّجز، ثمَّ قال: (وقد قالوا: أنتنه)، انتهى، فعلى مَن قال: نَتَنَ _بالفتح_؛ قال في هذا: يَنتِنُ؛ بكسر التاء، ومَن قال: نَتُنَ _بضَمِّ التاء_؛ قال في هذا: يَنتُنُ؛ بضمِّها في المضارع، ومَن قال: أنتن _رُباعيٌّ_؛ قال في هذا: يُنتِن؛ بضَمِّ أوَّله.
          فالحاصل: أنَّ ما في الأصل يُقرَأ بفتح أوَّله وكسر ثالثه(3)، وبفتح أوَّله وضمِّ ثالثه، وبضمِّ أوَّله وكسر ثالثه؛ ثلاث لغات، والله أعلم.
          قوله: (إِلَّا طَيِّبًا): يعني: حلالًا.
          قوله: (مِلْءُ(4) كَفِّهِ): (مِلءُ)؛ بكسر الميم، مهموز الآخر.
          قوله: (أَهْرَاقَهُ): هو بفتح الهاء، وفي لغة تُسكَّن.


[1] كذا في (أ)، و في «اليونينيَّة» و(ق): (فَقَالُوا).
[2] كذا في (أ)، و في «اليونينيَّة» و(ق): (بَطْنُهُ).
[3] في (أ): (ثانيه)، وكذا الموضعين اللاحقين.
[4] كذا في (أ) و(ق)، وهي رواية أبي ذرٍّ، ورواية «اليونينيَّة» وهامش (ق) مصحَّحًا عليه: (بملء).