الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة الفجر

          ░░░89▒▒▒ (سُورَةُ الفَجْرِ)
          قال تعالى: {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ} [الفجر:7] أي (الْقَدِيْمَةَ) يعني لمَّا كان عَادٌ قَبيلَتين _عادٌ الأُولى وعادٌ الأَخيرةُ_ جعلَ إِرَمَ عطفَ بيانٍ لِعَادٍ إيذانًا بأنَّهم عادٌ الأولى القديمة، وهي اسمُ أرضِهم التي كانوا فيها، و(أَهْلُ عَمُودٍ) أي كانوا بَدَويِّينَ أهلَ الخيامِ غيرَ مُقيمين في بلدٍ.
          وقال تعالى: {سَوْطَ عَذَابٍ} [الفجر:13] وهو (الَّذِيْ عُذِّبُوا بِهِ)، وقيل: هو كلمةٌ تقولُها العربُ لكلِّ نوعٍ مِن العذاب يدخلُ فيه السَّوط. وقال: {وَلَا تَحَاضُّونَ} [الفجر:18] أي لا (تُحَافِظُونَ وَتَحُضُّونَ) أي (تَأْمُرُونَ بِإِطْعَامِهِ)، وقال: {وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا} [الفجر:19] أي سفًّا وقيل: جمعًا بين الحلال والحرام، يُقال: (لَمَمْتُهُ أَجْمَعَ) إذا (أَتَيْتُ عَلَى آخِرِهِ). قال : {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} [الفجر:20] أي كثيرًا شديدًا مع الحِرْصِ، وقال: {والشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر:3] أي كلُّ مخلوقٍ شفعٌ، (الْوَتْرُ) هو الخالقُ فقط قال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [الذاريات:49].
          فإن قُلتَ: السماءُ سبعٌ فهو وترٌ. قُلتُ: معناه السماءُ شفعٌ للأرضِ كالحارِّ والبارد والذَّكر والأُنثى.
          وقال: {جَابُوا الصَّخْرَ} [الفجر:9] أي نَقَبُوهُ يُقالُ: (جِيْبَ الْقَمِيصُ) إِذَا (قُطِعَ لَهُ جَيبٌ وَيَجُوبُ الفَلَاةَ) أي (يَقْطَعُهَا). وقال: {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر:14] أي (إِلَيْهِ الْمَصِيرُ). وقال: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر:27] أي المُصدِّقةُ بالثواب، وإسنادُ الاطمئنان إلى الله تعالى مجازٌ يُراد به لازمُه وغايتُه مِن نحوِ إيصال الخير، والرِّضا هو تركُ الاعتراض.