الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

خاتمة

          فرغ مِن تأليفه حامدًا لله ربِّ العالمين على توفيقه لإتمامه الذي هو مِن أعاظم الإنعامات العظيمات الجليلات. مصليًّا على سيِّدنا محمَّد المصطفى الذي بواسطته الوصول إلى امتثال هذه الفضائل والسعادات. مسترضيًا مِن الله لآله ولصحابته الكاملين والكاملات المكملين والمكملات، قائلًا: ربَّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، مستغفرًا عنهما وعن سائر ما هو لازم البشر مِن الخطل والزلات، راجيًا رحمة ربِّه ورضوانه فيما وفَّقني مِن الإجادة في البيان والتقريرات، مستغفرًا لذنبه ولذنب والديه ومشايخه وعلمائه وسائر المؤمنين والمؤمنات.
          أقلُّ عبيد الله المعترف بالتقصير محمد بن يوسف بن علي بن سعيد الكرمانيُ تقبل الله منه وجعله من العلوم المنتفع بها والأعمال الصالحات، وذلك بمكة المشرفة منزل البركات، ومهبط الخيرات، ومجاب الدعوات، ومسيل العبرات، ومقال العثرات، بطاقة من المسجد الحرام بين باب الرحمة وباب الجياد، وتجاه الكعبة المعظمة، زادها الله من العظمات والكرامات والجلالات، في شوال سنة خمس وسبعين وسبع مائة، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
          وافق الفراغ من هذا الكتاب المبارك بحمد الله وعونه، ولطفه وتوفيقه وبركاته، وعنايته ومدهه، وتيسيره ومنِّه وكرمه وفضله في اليوم المبارك الموافق للثامن من شهر ربيع الأول المبارك المشهور ببركاته وخيره؛ عام ثمانين وثماني مائة.
          ختم بحسن العاقبة وبالأمن والسلامة وأسأل الله تعالى العون والنجاة من كل آفة وبلية وعاهة.
          والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً اللهم يا مولانا اجعلنا من عبادك الآمنين، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
          سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وصلى الله على أشرف خلقه محمد وآله وأصحابه أجمعين والرضا عن التابعين وتابع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
          وذلك على يد العبد الملتجىء إلى سيده المفتقر إلى فضله ونعمه ورحمته المتوكل عليه، والمستند إليه والغني ب والراجي كفايته بمدده عن سائر خليقته والمفوض أمره إلى عالم سره وجهره وكاشف بليته الضعيف العاجز المقصر المعترف بذنوبه وخطاياه المستقيل به من عثرته، المستمطر منه العون والعفو ومزيد النعم وغفران زلته، السائل لمولاه تدبير أحواله وستره وستر ذريته، عبد العزيز بن الفقير إلى رحمة ربه المرحوم بها خالد بن أحمد بن عبد الله الوفائي البدري، كان الله له ولطف به وأعانه ودبره ويسر أموره وأصلح أحواله وبارك له وحببه إلى قلوب عباده ونظر إليه وكفاه وحفظه وعلمه وفهمه وستره وذريته وأغناه ووسع عليه وقضى دينه وآجره فيما حصل له، وبلغه مقاصده وكشف كربه وفرج عنه ونفس غمه وأخلف عليه من المدد الإلهي والسر الرباني والفتح الإلهي وأحسن عاقبته، وآمنه من كل خوف وهول وشدة وحسد وعين وشماتة وبلاء وهلكة وفنية ومحنة وأعاذه الله من زوال نعمته وفجاءة نقمته وتحول عاقبته، ورزقه العافية وحسن السابقة والخاتمة والسعادة في الدنيا والآخرة ومنَّ عليه بالأمان من مكره والنطق بالتوحيد والشهادتين عند طلب ذلك، وهيأ له أسباب الخيرات وقضى له طلباته وجميع الحاجات. وآمنه ووالديه وذريته من عذاب القبر وعذاب النار وأعاد عليهم من بركات هذا الكتاب الشريف العظيم المقدار، وبركات شارح هذا «الجماع الصحيح» ومؤلفه وما تضمنه الأحاديث النبوية، والآيات الشريفة الكريمة العظيمة، وما حواه من أسماء الرواة والعلماء وأقوالهم وأحوالهم، وغفر له ولوالديه ولذريته ولمالكه ولوالديه ولذريته ولمن قرأ فيه أو طالعه أو نظر فيه، ولكل المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنه سبحانه وتعالى كريم حليم قريب مجيب الدعوات. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد سيد السادات ولباب خير المعادن ومعدن السادات صلاة دائمة زاكية متتابعة متواصلة ما دامت الأرض والسموات.
          ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل.
          الحمد له رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
          بلغ مقابلة من أوله إلى آخره بالنسخة المنقول منها، المقابلة على نسخة قوبلت من خط المؤلف حسبما ذكر ذلك في النسخة المنقول عنها حسب اطاقة والإمكان، ووافق الفراغ من ذلك في يوم السبت المعادل الحادي عشر من شهر ربيع الأول سنة ثمانين وثمانمائة. أجرى الله عاقبتها بخير وسلامة وختم لكاتبه ولناسخه ولمن طالع فيه وللمسلمين، والحمد له أولاً وآخراً والحمد لله أولاً وآخراً وحسبنا الله ونعم الوكيل.