الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة الزمر

          ░░░39▒▒▒ قال: (سُورَةُ الزُّمَرِ)
          قال تعالى: {أَفَمَن يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} [الزمر:24] أي (يُجَرُّ) بالجيم، وفي بعضِها بالخاء المعجمة، أي يُلقَى في النَّار مَغلولةً يداه إلى عنقِه فلا يتهيَّأُ له أنْ يتَّقي النَّارَ إلَّا بوجهِه الذي كان يتَّقي المخاوفَ بغيرِه وقاية له.
          فإن قُلتَ: ما وجهُ التَّشبيه بينها وبين ما قال: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ} [فصلت:40]؟ قُلتُ: غَرضُه بَيانُ حالِه في أنَّ ثَمَّةَ محذوفًا تقديرُه: أفمَن يتَّقي بوجهِه سُوءَ العذاب كمَنْ أَمِنَ العذابَ.
          وقال تعالى: {فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} [الزمر:29 / و(الشَّكِسُ) بكسر الكاف هو (الْعَسِرُ) السَّيِّءُ الخُلُقِ الذي لا إنصافَ له، والسَّالمُ الصَّالحُ. وقال: {كِتَابًا مُّتَشَابِهًا} [الزمر:23] أي في تصديقِ بعضِه للبعضِ والقرآنُ يُفسِّر بعضُه بعضًا، أو في تصديق الرَّسول عليه السلام في رسالتِه بسبب إعجازِه، و(لَيْسَ مِنَ الاشْتِباهِ) الذي هو الاختلاطُ والالتباسُ. وقال: {قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر28] أي التباسٍ، وقال: {وَإِذَا ذُكِرَ اللهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ} [الزمر:45] أي (نَفَرتْ). وقال: {ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً} [الزمر:49] أي أعطيناهُ. {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ} [غافر:75] أي (مُطِيْفِيْنَ بِجَانِبَيْهِ)، وفي بعضِها: <بحِفَافَيْهِ > بكسر المهملة وخفَّة الفاء الأولى، أي بطرفَيْه، وحِفَافا الشيءِ جانِبَاه.