الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة المؤمنون

          ░░░23▒▒▒ (سُوْرَةُ المُؤمِنُونَ)
           (♫)
          قال تعالى: {وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون:74] أي (لَعَادِلُونَ). وقالَ : {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون:104] أي (عَابِسُونَ). وقالَ : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ} [المؤمنون:12] أي خُلاصَةٍ مَسلُولَةٍ مِن الطِّينِ.
          فإن قلتَ: كيف صحَّ تفسيرُها بالولد إذ ليس الإنسانُ مِن الولدِ بَلِ الأمرُ بالعكسِ؟ قلتُ: ليس (الوَلَدُ) تفسيرًا لها بل (الوَلَدُ) مبتدأٌ وخبرُه (السُّلَالَةُ) يعني السُّلالةُ ما يُستَلُّ مِنَ الشَيءِ كالولدِ والنُّطفَةِ. وقال تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ} [المؤمنون:70] أي جُنونٌ. وقال: {فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً} [المؤمنون:41] أي زَبَدًا لا يُنتَفَعُ بِهِ. وقال: {وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [المؤمنون:33] أي وسَّعنا عليهم. ووقع هذا في بعضِ النُّسَخِ في سورة الحجِّ وهو مِن النَّاسخِ.