الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة النور

          ░░░24▒▒▒ قال: (سُورَةُ النُّورِ) إلى آخره.
          قولُه: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا} [النور:1] أي بيَّناها، و(لِجمَاعَةِ السُّوَرِ) بالنَّصب بأنْ يكونَ مفعولُ الجِمَاعِ بمعنى الجَمْعِ مصدرًا وهو بكسر الجيم وهاء الضَّمير، / وبالجرِّ بأن يكون مضافًا إليه، والجَماعة بمعنى الجَمع ضدِّ المُفرد وهو بفتحِها وتاء التَّأنيث. و(السُّورَةُ) الطَّائفةُ مِن القرآن المُترجمة التي أقلُّها ثلاثُ آياتٍ، وهي إمَّا مِن سُورِ المدينة لأنَّها طائفةٌ مِن القرآن محدودةٌ، وإمَّا مِن السُّورة التي هي المرتبة لأنَّ السُّوَرَ بمنزلةِ المنازل والمراتب، وإمَّا مِن السُّؤْرِ التي هي البقيَّة مِن الشَّيء، فقُلِبَت همزتُها واوًا لأنَّها قطعةٌ مِن القرآن. والسَّلَا مقصورٌ الجلدة الرَّقيقة التي يكون فيها الولد، وغرضُ البخاريِّ بيانُ أنَّ القرآن مشتقٌّ مِن قَرَأَ بمعنى جمع، لا مِن قَرَأَ بمعنى تلا.
          وقولُه : (مَنْ قَرَأَ: {فَرَضْنَاهَا}) أي بتخفيف الرَّاء، قال: معناه (فَرَضْنَاهَا عَلَيْكُم). قال تعالى: {يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ} [النور:43] أي (مِنْ بَيْنِ أَضْعَافِ السَّحَابِ). وقال: {يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ} [النور:43] أي ضِياؤُه، وقال: {يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ} [النور:49] أي خاضعين. والمُسْتَخْذِي اسمُ فاعلٍ مِن اسْتَخْذَى _بالمعجمتين_ أي خَضَعَ، وخَذَا أي اسْتَرْخَى. وقال: {تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا} [النور:61] أي مُتفرِّقين، وكذلك شَتَّى وشَتَاتًا وشَتَّ، وقيل: الشَّتُّ مفردٌ والأَشْتَاتُ جمعٌ، و(سَعْدُ بْنُ عِيَاضٍ) بكسر المهملة وخفَّة التحتانيَّة وبالمعجمة (الثُّمَالِيُّ) بضمِّ المثلَّثة وخفَّة الميم وفي بعضِها بكسرِها، و(الْكوَّةُ) بفتح الكاف وضمِّها.