الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة سبأ

          ░░░34▒▒▒ قَال (سُوْرَةُ سَبَإٍ)
          قال تعالى: {وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ} [سبأ:5] أي (مُسَابِقِينَ)، وقال: {وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ} [سبأ:45] أي (عُشْر)، وقال تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ} [سبأ:16]، والأُكُلُ الثَّمَرُ)، و(الخَمْطُ الَأرَاكُ)، و(الأَثْلُ الطَّرْفَاءُ)، و(العَرِمُ الشَّدِيْدُ)، و(المُسَنَّاةُ) مِن سَنَّاهُ إذا رفعَه، واللَّحْنُ اللُّغةُ.
          قولُه: (ارْتَفَعَتَا عَنِ الجَنَّتَيْنِ) فإن قُلتَ: القياسُ أنْ يُقالَ: ارتفعتِ الجنتان عن الماء. قُلتُ: المرادُ مِن الارتفاع الانتفاءُ والزَّوالُ، يعني ارتفع اسمُ الجنَّة عنهما، فتقديرُه: ارتفعتِ الجنَّتان عن كونِهما جَنَّة. قال في «الكشَّاف»: وتسميةُ البَدَلِ جنَّتين على سبيل المُشاكلة.
          قولُه: (عَمْرُو بنُ شُرَحْبِيلَ) بضمِّ المعجمة وفتح الرَّاء وإسكان المهملة وكسر الموحَّدة الهَمْدَانِيُّ، وقال تعالى: {وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ} [سبأ:13] جمعُ الجَابِيَةِ وهي الحَوضُ، وقال: {بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا} [سبأ:19]؛أي: بَعِّدْ.
          قولُه: (وَاحِدٌ وَاثْنَيْنِ) فإن قُلتَ: معنى (مَثْنَى وَفُرَادَى) مكرَّرٌ، فلِمَ ذكرَه مرَّةً واحدةً ؟ قُلتُ: المرادُ التَّكرار ولشهرتِه اكتفى بواحدٍ منه.
          وقال تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ} [سبأ:52] أي (الرَّدُّ)، وقال: {وَحِيْلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} [سبأ:54]. والزَّهْرَةُ أي زينةُ الحياة الدنيا وغضارتُها وحسنُها.