الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة الروم

          ░░░30▒▒▒ قال (سُورَةُ الرُّومِ) إلى آخِرِه.
          قال تعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيْفَتِكُمْ} [الروم:28] نزل هذا في حقِّ الآلهة وفي حقِّ الله تعالى على سبيل المثل، أي هل تَرضون لأنفُسِكُم أنْ يشاركَكم بعضُ عبيدِكم فيما رزقناكم تكونون أنتم وهم فيه على السَّواء مِن غير تفرقةٍ بينكم وبين عبيدكم تخافون أنْ يَرِثَ بعضُكم بعضًا وأن يَستبدُّوا بتَصرُّفٍ دونكم كما يخاف بعضُ الأحرارِ بعضًا؟ فإذا لم ترضوا بذلك لأنفسِكم فكيف ترضونَ لربِّ الأرباب أن تجعلوا بعضَ عبادِه شريكًا له. وقال : {فَتَرَى الْوَدْقَ} [الروم:48] أي (المَطَر)، وقال: {فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ} [الروم:15] أي (يُنَعَّمُونَ)، وقال: {لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ} [الروم:43] أي (يَتَفَرَّقُونَ)، وقال: {وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ} [الروم:44] أي (يُسَوُّونَ المَضَاجِعَ) لأنفسِهم، وقال: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى} [الروم:10] أي العقوبةَ التي هي أسوأُ العقوبات في الآخرة هي جزاء المسيئين، وقال: {خَلَقَكُمْ مِنْ ضَـُعْفٍ} [الروم:54] بفتح الضَّاد وضمِّها، وقال: {وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ} [الروم:39] أي مَن أعطى يبتغي أفضلَ مِن ذلك فلا أجرَ له عند الله فيه.