الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

كتاب الجنائز

           (♫)
          صلَّى الله على سيِّدنا محمَّدٍ وآله وسلَّم
          ░░23▒▒ (كِتَابُ الجَنَائِزِ)
          جمع الجَنازة بفتح الجيم وكسرها، ويُقال: بالفتح للميِّت وبالكسر للنعش وعليه الميِّت، ويقال: عكسُه، وهي مِن جَنَزَ إذا سترَ.
          قوله: (لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) أي هذه الكلمة، والمرادُ هي وضميمتُها محمَّدٌ رسول الله.
          قوله: (وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ) _بضمِّ الميم وفتح النُّون وكسر الموحَّدة الشَّديدة_ مرَّ في باب كتابةِ العلم، و(فُتِحَ) أي: مِن باب الجنَّة.
          فإن قلتَ: لما أثبتَ أوَّلًا أنَّ كلَّ مفتاحٍ ذو أسنانٍ فكيف قسَّم ثانيًا بما له الأسنان وما ليس له؟ قلتُ: المرادُ مِن الأوَّل المفتاحُ الذي يترتَّب عليه المقصودُ، أي ما هو مفتاحٌ بالفعل، ومِن المقسَّم أعمُّ منه وهو ما مِن شأنِه ذلك، أي ما هو مفتاحٌ بالقوَّة.
          فإن قلتَ: عاصي الأمَّة يدخل الجنَّة قطعًا ولو بعد خروجِه من النَّار فكيف قالَ: وإلَّا لم يُفتح له؟ قلت: مقصودُه لم يُفتح أوَّلَ الأمر.
          فإن قلتَ: هذا أيضًا غيرُ مجزومٍ به لاحتمال العفو. قلتُ: لا شكَّ أنَّ ذلك جائزٌ عندنا معلَّقٌ بمشيئة الله تعالى لكنَّ الأعمالَ علاماتٌ ودلائلٌ ونحن نحكم بحسب ذلك.
          قال ابن بطَّالٍ: الأسنان القواعد التي بُنِيَ الإسلامُ عليها.