الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

سورة الدهر

          ░░░76▒▒▒ قال: (سُورَةُ الدَّهْرِ)
          كلمةُ: {هَلْ} تكون تارةً للجحد وأخرى للخبر، أي الاستفهامُ يكون للإنكارِ وللتقريرِ وفي هذه الآيةِ للخبر، وتقريرُه يعني : قد أتى على الإنسان. ومعنى: {لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا} [الإنسان:1] أنَّه كان شيئًا لكنه لم يكن مذكورًا، يعني انتفاءُ هذا المجموع بانتفاء صفتِه لا بانتفاءِ المَوصوف، وقال تعالى: {سَلَاسِلًا وَأَغْلَالًا} [الإنسان:4] ولا يجوِّزُ بعضُ النحاة التنوين للتناسب ويوجبون قراءتَه بدونه، وقال: {كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان:7] أي (مُمْتَدًّا: الْبَلَاءُ).
          قولُه: (مَعْمَرٌ) بفتح الميمين ابنُ رَاشدٍ الصَّنْعانِيُّ، {شَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} [الإنسان:28] أي (شِدَّةُ الخَلْقِ). والغَبِيْطُ بفتح المعجمة وكسر الموحَّدة وبالمهملة شيءٌ يُشابِهُ المِحَفَّةَ _بكسر الميم_ تَركبُه النساء. وقال تعالى: {مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ} [الإنسان:2] أي أَخلاطٍ، وهو ماءُ الرجل وماءُ المرأة ثمَّ الدَّمُ والعَلقَةُ. وقال: {يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان:10] أي شديدًا و(القَمْطَرِيْرُ) و(القُمَاطِرُ) بضمِّ القاف وكسر المهملة بمعنًى واحدٍ.