الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري

كتاب المظالم

          ░░46▒▒ (كتاب المظالم)
           (♫)
          صلَّى الله على سيدنا محمد وآله وسلَّم
          اعلم أن المظالم جمع المظلمة، مصدر ظلم يظلم، وهي أيضاً اسم ما أُخِذَ منك بغير حق، وقيل: جمع المظلمة بكسر اللام، والظلم: وضع الشيء في غير موضعه، وقيل التصرف في ملك الغير بغير إذنه. والغصب: الاستيلاء على مال الغير ظلماً. قوله: (الْمُقْنِعُ وَالْمُقْمِحُ) أي: هذه الكلمة بالميم والعين وبالميم والحاء معناهما واحد، وهو رفع الرأس. و(جُوَفٌ) جمع الأجوف، وفلان يدمن كذا أي: يديمه، قال في «الكشاف»: مهطعين مسرعين إلى الداعي، وقيل: الإهطاع أن تُقبل ببصرك على المرئي تديم النظر إليه. و({مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} [إبراهيم:43]): أي: رافعيها. و({لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} [إبراهيم:43]): أي: لا يطرفون، ولكن عيونهم مفتوحة ممدودة من غير تحريك الأجفان. و(الهَوَاءُ) الخلاء الذي لم يشغله الأجرام، أي: لا قوة في قلوبهم ولا جرأة، ويُقال للأحمق أيضاً: قلبه هواء، قال حسان:
ألا أبلغ أبا سفيان مني                     فأنت مجوف بحْتٌ هواء
وعن ابن جريج هواء: أي صفر من الخير خالية عنه.