تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: رأيت الناس مجتمعين في صعيد فقام أبو بكر

          3634- (حَدَّثَنَا) في نسخة: <أَخْبَرَنَا>. (ابْنُ المُغِيرَةِ) في نسخة: <ابْنُ مُغِيرَةَ>. (عَنْ عبدالله) أي: ابن عُمَر.
          (ذَنُوبًا) بفتح المعجمة أي: دَلوًا مملوءًا ماء، يذكر ويؤنث قاله الجَوهَري.
          (وَفِي بَعْضِ نَزْعِهِ) أي: استقائه (ضُـَعْفٌ) بضم المعجمة وفتحها؛ أي: أنه على مَهَلٍ ورفق، وفيه إشارة إلى قلة ما فتح في زمانه مِن الفتوح لاشتغاله بقتال أهل الردَّة مع قِصَر مدة خلافته.
          (وَاللهُ يَغْفِرُ لَهُ) ليس فيه تنقُّص(1) له ولا إشارة إلى ذنب، وإنما هو كلمة يدعمون بها كلامهم ونعمت الدِّعامة. (ثُمَّ أَخَذَهَا) أي: الذَّنُوب وهو(2) كناية عن الخلافة، (فَاسْتَحَالتْ) أي: تحولت. (بِيَدِهِ غَرْبًا) بفتح المعجمة وسكون الراء؛ أي: دَلوًا عظيمًا أكبر مِن الذَّنُوب، وفيه إشارة إلى كثرة الفتوح التي كانت في زمنه لطول مدته. (عَبْقَرِيًّا) أي: حاذقًا في عمله وسيدًا في قومه (يَفْرِي فَرْيَهُ) بسكون الراء وتخفيف الياء، وبالكسر والتشديد؛ أي: يقطع قَطعَه ويَقوى قوَّته، (حَتَّى ضَرَبَ النَّاسُ بِعَطَنٍ) العَطَن: مَبرك الإبل حول موردها لتشرب عَلَلًا بعد نهل، والمعنى: حتَّى رَوَوْا أو أَرْوَوْا(3) إبلهم وأبركوها. وضربوا لها عَطَنًا لتشرب(4) عَلَلًا بعد نهل وتستريح فيه، والرؤيا المذكورة مثال لِما جرى للخليفتين مِن ظهور آثارهما وانتفاع النَّاس بهما، إذ بتدبيرهما وقيامهما بمصالح المسلمين تم هذا(5) ؛ لأن أَبا بَكرٍ جمع شملهم وابتدأ الفتوح، وتكامل في زمن عُمرَ ☻.
          (هَمَّامٌ) أي: ابن مُنَبِّه.
          (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ) في نسخة: <سمَعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ>.
          (ذَنُوبَيْنِ) في نسخة: <ذَنُوبًا أَوْ ذَنُوبَيْنِ>.


[1] في المطبوع: ((تنقيص)).
[2] في (ع) والمطبوع و(د): ((وهي)).
[3] في المطبوع و(د): ((رووا وأرووا)).
[4] وفي المطبوع: ((تشرب)).
[5] زاد في (ع) و(ك) والمطبوع و(د): ((الأمر)).