تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث عبد الرحمن بن أبي بكر: من كان عنده طعام اثنين

          3581- (وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلاثَةٍ) أي: زائدة على أربعة؛ لأنه كان عنده طعام أربعة وكأنه أخذ سابعًا زائدًا على ما ذكره صلعم في قوله: (وَمَنْ(1) كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةٍ فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ، أَوْ سَادِسٍ) لإرادة أن يؤثره بنصيبه؛ لكونه لم يأكل معهم. (وَأَبُو بَكْرٍ ثَلاثَةً) بالنصب بأَخَذَ مقدرًا، وليس هذا تكرارًا مع ما قبله؛ لأن الغرض مِن ذاك الإخبار بأن أبا بَكر كان مِن المكثرين ممن عنده طعام أربعة فأكثر ومِن هذا بيان سوق الكلام على ترتيب القصة مِن أن أخذ أبي بَكرٍ الثلاثة الزائدة على الأربعة كان بعد انطلاق النَّبي صلعم بالعَشَرة. (قَالَ) أي: عبدُ الرحمن بن أبي بَكر. (فَهُوَ) أي: الشأن (أَنَا وَأَبِي وَأُمِّي(2)) أي: في الدار، والغرض منه: بيان أن في داره هؤلاء فلا بد أن يكون عنده طعام يكفيهم مع الأضياف. (وَلَا أَدْرِي) مقول أبي عُثمانَ. (وَخَادِمِي) في نسخة: <وَخَادِمٍ> أي: مشترك. (بَين بَيْتِنَا وَبَيْنَ بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ) فبين ظرف للخادم، أو للمقدر. (عَنْ) في نسخة: <مِنْ>. (أَوَعَشَّيْتِهِمْ) في نسخة: <أَوَ مَا عَشَّيْتِهِمْ>. (قَالتْ: أَبَوْا) أي: امتنعوا مِن الأكل. (قَدْ عَرَضُوا) أي: الخدم. (يَا غُنْثَرُ) بضم المعجمة وفتح المثلثة؛ أي: يا جاهل، أو(3) يا لئيم. (فَجَدَّعَ) بتشديد المهملة أي: دعا عليَّ بالجَدْع: وهو قطع الأنف (وَسَبَّ) أي: شتم. (فَنَظَرَ أَبُو / بَكْرٍ) أي: إليها (فَإِذَا شَيْءٌ) أي: فإذا هو شيء كما كان. (قَالَ) في نسخة: <فَقَالَ>. (يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ) هو بكسر الفاء، ابن(4) غُنْم بن مالك بن كِنانة. (لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي) صلعم، و(لاَ) زائدة، أو نافية لمقدر؛ أي: لا شيء غير ما أقول. (لَهِيَ(5)) أي: الأطعمة (أَكْثَرُ) بمثلثة (بِثَلاثِ مَرَّاتٍ) في نسخة: <بِثَلاثَ مِرَارٍ>. (إِنَّمَا كَانَ الشَّيْطَانُ، يَعْنِي يَمِينَهُ) أي: حاملًا له على يمينه، وفي رواية مسلم ((إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ يَعْنِي: يَمِينَهُ)) وهو أوضح(6). (ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً) أي: ليرغم الشيطان بالحِنث الذي هو خير؛ لِما فيه مِن إكرام الأضياف ولكونه أقدر على الكفارة منهم. (عَهْدٌ) أي: عهد مهادنة. (فَتَعَرَّفْنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا) بالألف على لغة مَن يجعل المثنى مقصورًا في أحواله الثلاثة أي: جعلناهم عُرَفاء، وفي نسخة(7): <فَتَفَرَّقْنَا اثْنَي عَشَرَ(8)> بفاء بدل العين وقاف بدل الفاء وبياء بدل الألف على اللغة المشهورة(9)، وفي أخرى: <فَفَرَقَنَا> بفتح القاف، أي النَّبيُّ صلعم. (غَيْرَ أَنَّهُ) أي: النَّبي صلعم (بَعَثَ(10) مَعَهُمْ) أي: نصيب أصحابهم مِن تلك الأطعمة. (قَالَ) أي: عبد الرحمن. (أَوْ كَمَا قَالَ) شك مِن أبي عثمانَ، ومرَّ الحديث في كتاب: الصلاة، في باب: السمر مع الأهل والضيف [خ¦602]. قَالَ البُخَارِيُّ: (وَغَيْرُهُ يَقُولُ: فَعَرَفنا، مِنَ العِرافَةِ) ساقط مِن نسخة، والعَرِيف هو: الذي يعرِّف الإمام أحوال العسكر.


[1] في المطبوع: ((من)).
[2] في (د): ((أنا وأبي وأخي)).
[3] في (ع): ((و)).
[4] في (د): ((أبو)).
[5] في المطبوع و(ك) و(د): ((هي)).
[6] في (ك): ((واضح)).
[7] في المطبوع: ((رواية)).
[8] قوله: ((اثني عشر)) ليس في (ع) و(د).
[9] قوله: ((وبياء بدل الألف على اللغة المشهورة)) ليس في (ع).
[10] في المطبوع: ((فبعث)).