تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: هلمي يا أم سليم ما عندك

          3578- (أَبُو طَلْحَةَ) هو زَيدُ بن سَهلٍ الأنصاريُّ. (وَلاثَتْنِي) أي: لفَّتني. (بِبَعْضِهِ) أي: الخِمار، والحاصل: أنها لفَّت بعضه على إبطه وبعضه على رأسه. (قَال رَسُولُ اللهِ صلعم لِمَنْ مَعَهُ: قُومُوا) قاله(1) لهم لِما فهِمَه مِن أنَّ أبا طَلحةَ استدعاه إلى منزله كما هو الموجود في روايات، لكن أول الكلام يقتضي أنَّ أبا طَلحةَ وأم سُلَيمٍ أرسلا الخبز مع أنَسٍ إليه؛ ليأكله، وأجيب: بأن أنَسًا لمَّا وصل ورأى كثرة الناس استحيى(2)، وظهر له أن يدعوَ النَّبي صلعم ليقوم معه وحده إلى المنزل فيحصل المقصود مِن إطعامه، أو بأن مَن أرسله عهد إليه إذا رأى كثرة الناس أن يستدعي النَّبي وحده خشية أن لا يكفيهم ذلك الطعام، وقد عرفوا إيثار النَّبي صلعم وأنه لا يأكل وحده. (وَعَصَرَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ عُكَّةً) فيها سَمْن، وهي بضم المهملة وتشديد الكاف: إناء مِن جلد يجعل فيه السمن والعسل. (فَآدَمَتْهُ) بالمد أي: جعلته إدامًا. (مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَقُولَ) في رواية: ((قَالَ: بِسْمِ اللهِ))، وفي أخرى (3): ((قَالَ: بِسْمِ اللهِ اللهُمَّ أَعْظِمْ فِيهَا البَرَكَةَ))، وفي أخرى: ((فَمَسَحَهَا وَدَعَا فِيهَا بِالبَرَكَةِ)). (سَبْعُونَ) في نسخة: <سَبْعُونَ رَجُلًا>.


[1] في (د): ((قال)).
[2] في المطبوع: ((استحى)).
[3] قوله: ((قَالَ: بِسْمِ اللهِ، وفي أخرى)) ليس في (د).