تحفة الباري بشرح صحيح البخاري

حديث: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر

          3606- (الوَلِيدُ) أي: ابن مُسلِم القُرَشي. (ابْنُ جَابِرٍ) هو عبد الرحمن بن يزيدَ بن جابِر. (أَبُو إِدْرِيسَ) هو عائذُ الله.
           (فَهَلْ بَعْدَ هَذَا) في نسخة: <فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ>.
           (دَخَنٌ) بفتح المهملة والمعجمة؛ أي: كدَر. (قَال: قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي) بفتح الهاء وسكون الدال وبالإضافة إلى ياء المتكلم؛ أي: سيرتي وطريقتي، وفي نسخة: <بِغَيْرِ هَدْيٍ> بالتنوين بدل الإضافة، وفي أخرى: <بِغَيْرِ هُدَىً> بضم الهاء وفتح الدال وبالتنوين، وفي تفسيره الدَّخَنَ بالقوم تجوُّز، والمراد: هدي قوم يهدون بغير هديٍ. (تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ) أي: تعرف منهم إظهار الخير فتنكره، وإظهار الشر فتنكره؛ لعلمك بأنهم لا يريدون ما أظهروه لكثرة تخليطهم. (دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ) أي: إلى أسباب دخولها، وفي نسخة: <عَلَى> بدل (إلى). (مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا) أي: إلى تلك الأسباب. (قَذَفُوهُ فِيهَا) أي: في جهنَّم، أو في أبوابها. (مِنْ جِلْدَتِنَا) أي: مِن أنفسنا، أو مِن عشيرتنا مِن العرَب. (وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ) أي: ولو كان الاعتزال بأن تعَض (بِأَصْلِ شَجَرَةٍ) عضُّها كناية عن مكابدة المشقة، كقولهم: فلان يعض الحجارة مِن شدة الألم.