التلقيح لفهم قارئ الصحيح

حديث: إن الله كتب الحسنات والسيئات

          6491- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ): تَقَدَّمَ ضبطه مرارًا، وأنَّه عبد الله بن عمرو، و(عَبْدُ الوَارِثِ): هو ابن سعيد بن ذكوان، تَقَدَّمَ مِرارًا، و(أَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّه عِمران بن ملحان، وقيل في اسم أبيه غيرُ ذلك.
          قوله: (سَبْعِ مِئَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ): تَقَدَّمَ الكلام في أنَّ الحسناتِ هل تنتهي إلى سبع مئة أو تزيد على ذلك؛ لهذا الحديث، في أوائل هذا التعليق، وذكرت فيه حديثًا عن أبي هريرة: «إنَّ الله يجازي بالحسنة الواحدة ألفَي ألفِ حسنةٍ»، والله أعلم، وعزوتُ الحديثَ الذي فيه (ألفا ألفِ حسنةٍ)، وتكلَّمتُ عليه؛ فانظره [خ¦41].
          تنبيهٌ: روى هذا الحديثَ مسلمٌ أيضًا وغيرُه، وفي طرقه عنده في آخره: «ولا يهلك على الله إلَّا هالكٌ»، وقد سُئِلتُ عن معناه، معناه _كما قاله القاضي عياض_: (مَن حُتِم هلاكُه، وسُدَّت عليه أبوابُ الهدى مع سَعة رحمة الله تعالى به وكرمه، وجَعْلِه السيِّئةَ حسنةً إذا لم يعملها، وإذا عملها؛ واحدةً، والحسنة إذا لم يعملها؛ واحدةً، وإذا عملها؛ عشرًا إلى سبع مئة ضعف إلى أضعافٍ كثيرةٍ، فمَنْ حُرِمَ هذه السَّعَةَ، وفَاته هذا الفضلُ، وكَثُرَتْ سيِّئاتُه حتَّى غَلَبَتْ _مع أنَّها أفرادٌ_ حسناتِه _مع أنَّها مضاعفةٌ_؛ فهو الهالِكُ المحروم، والله أعلم)، انتهى.
          تنبيهٌ ثانٍ: سئلت: أكلُّ الحسناتِ تتضاعف؟ فظهر لي من الأحاديث: أنَّ الحسنة المبدلَةَ من السيِّئة لا تتضاعف، بخلاف الحسنة الأصليَّة، والله أعلم، وقد ذكرتُه مُطَوَّلًا في أوائل هذا التعليق في (كتاب الإيمان) [خ¦41].