التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من أجاب بلبيك وسعديك

          قوله: (بَابُ مَنْ أَجَابَ بِلَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ): (لبَّيك): تثنيةٌ، ومعناها: إجابةً لك بعد إجابةٍ تأكيدًا؛ كما قالوا: حَنانَيك، ونُصِب على المصدر، هذا مذهب سيبويه، ومذهب يونس: أنَّه اسمٌ غير مثنًّى(1)، وأنَّه أَلِفُه انقلبت ياءً؛ لاتِّصالها بالضمير؛ مثل: لَديَّ وعليَّ، وأصله: لبب؛ مِن لَبَّ بالمكان، وألَبَّ به؛ إذا أقام، وقد تَقَدَّمَ الكلامُ عليه في قوله: (لبَّيك اللهمَّ لبَّيك) في (الحجِّ)؛ فانظره.
          قوله: (وَسَعْدَيْكَ): أي: إسعادًا لك بعد إسعادٍ، ولهذا ثُنِّيَ، وهو مِنَ المصادر المنصوبة بفعلٍ لا يظهر في الاستعمال، قال الجَرْميُّ: لم يُسمَع (سعديك) مفردًا.


[1] في (أ): (مسمى)، ولعلَّ المثبت هو الصواب.