التلقيح لفهم قارئ الصحيح

باب من لم يسلم على من اقترف ذنبًا

          قوله: (وَلَمْ يَرُدَُّ): تَقَدَّمَ مِرارًا أنَّ هذا وأمثالَه يجوز فيه الضمُّ والفتح [خ¦141].
          قوله: (حَتَّى تَتَبَيَّنَ تَوْبَتُهُ): (توبتُه): مَرْفُوعٌ فاعل (تتبيَّن)، وكذا قوله: (تَتَبَيَّنُ تَوْبَةُ الْعَاصِي).
          قوله: (وَإِلَى مَتَى تَتَبَيَّنُ تَوْبَةُ الْعَاصِي): ليس في ذلك حدٌّ محدودٌ، ولكنَّ معناه: أنَّه لا تتبيَّن توبتُه مِن ساعته، ولا توبةَ حتَّى يمرَّ عليه ما يدلُّ على ذلك، وعند الشَّافِعيَّة: أنَّ الأكثرين قدَّروها بسَنَةٍ.
          قوله: (عَلَى شَرَبَةِ الْخَمْرِ): (الشَّرَبَة): بفتح الشين والراء والباء؛ كأنَّه جمع (شارب)؛ كآكِل وأَكَلَة، ولم أرَه في اللغة إلَّا على شَارب وشَرْب؛ كصَاحب وصَحْب، وجمع الشَّرْب: (شروب)، ولكنَّ عبد الله بن عَمرو بن العاصي من بني سهمٍ، وهُم مِن صميم قريش، فقوله حجَّةٌ في اللُّغة، والله أعلم، وكذا شيخُنا قال: («شَرَبة»: بفتح الشين والراء؛ كأنَّه جمع «شارب»؛ مثل: آكِل وأَكَلة، ولم يجمعه اللُّغَويُّون كذلك، وإنَّما جمعوه شارب وشَرْب؛ مثل: صاحب وصَحْب، وجمع الشَّرْب: شروب)، انتهى، ولم يخرِّج شيخُنا موقوفَ عبد الله بن عمرو؛ هو ابن العاصي، والله أعلم.